خطوة إلى الأمام، تعني الانتحار. كان بإمكان "أنصار الله"في 21سبتمبر الانقلاب على السلطة والاستيلاء على الدولة، وكان ذلك -كما هو الآن أو في المستقبل المنظور – ممكناً لكنه سيضعهم في فوهة كل الأزمات، وفي مرمى كل النيران.. ككبش فداء لكل أخطاء وخطايا المرحلة.
كما أن خطوة إلى الخلف تعني الاستسلام للمشنقة، والرجوع إلى ما قبل "مران،" الكثيرون بمن فيهم بعض المنضوين الآن تحت مظلة "أنصار الله"سيشاركون في تصفية حساباتهم معهم إذا ما أحسوا أن جماعتهم غير قادرة على الدفاع عن نفسها.
وضع سياسي استثنائي صعب، وفي ظل تحديات ومصاعب سياسية بالغة الحساسية والخطورة: اقتصاد منهار، جيش مفكك، دولة غائبة، حياة سياسية طافحة بالتشظيات والاحتقانات، جماعات إرهابية حاضرة بأغطية سياسية واجتماعية.. لا يمكن لجماعة واحدة مهما بلغت قدراتها وإمكانياتها النسبية، أن تنجح في إدارة السلطة في هذه الظروف العصيبة الراهنة.
أما السياق الإقليمي والدولي فأكثر تعقيداً، واحتفالاً بصراعات المحاور وتضارب الاستراتيجيات. معظم القوى المحلية والإقليمية والدولية متربصة بأنصار الله، ولن تتوانى عن فعل أو المشاركة في فعل كل ما من شأنه إزاحتهم بأي شكل أو درجة.
حتى الآن حقق "أنصار الله"الكثير من المكاسب لجماعتهم، وتبقى الخيارات الأكثر جدوى وعقلانية للحفاظ عليها قائمة، من خلال المشاركة الإيجابية في بناء الحياة السياسية اليمنية، وفق اتفاقية السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطنى.
عدا ذلك فإن ضربة نرد حمقاء كفيلة بالإطاحة بكل مكاسبهم، وبالمكاسب النظرية للحياة السياسية العامة التي تحتاج لـ "أنصار الله" عنصراً مؤثراً في الخارطة السياسية، لا خارجها، ولا بديلاً عنها.