كملوا الناس فجايع من الإسلام

2014-12-15 17:46

 

لا تسمع في اليمن أجراس الكنائس ولا تجد صور اليسوع المتخيلة أو صورة مريم العذراء تبُاع في محلات الهدايا.

وحتى الأقلية اليهودية الذين كانوا موجودين في اليمن تم التنكيل بهم، والكنائس التي بنتها بريطانيا في عدن تم تعطيل الصلوات فيها. ومع هذا تسمع خطيباً مفرغ الرأس وهو يقول لك: لابد من إعادة اليمن إلى أحضان الإسلام، يعني احنا الآن في أحضان موه؟ لا صليب في اليمن، ولا شمعدان ولا قساوسة ولا رهبان وبابوات، ولا توراة ولا إنجيل، ويكفي فقط أن تلمح كُتيِّبات عذاب القبر والشجاع الأقرع لتعرف أنك في كنف إسلام هضبة نجد، ومع هذا تسمع من يمغص لك بطنك قائلاً: اتقوا الله وارجعوا إلى دين الإسلام؟! لا يوجد في اليمن شواطئ نسائية، ولا مراقص ليلية، ولا مصانع للكحول، ولا حانات ولا مهرجانات سنوية لاختيار ملكة جمال اليمن، مثلاً- مع أن هذه الأشياء كلها تندرج في خانة الخصوصيات- كل الذي لدينا أسواق قات وسواحل مفتوحة للتهريب، ومعسكرات لتدريب المجاهدين، ومصانع غالبيتها مُسرطنة، ومهرجانات خيرية لجمع التبرعات للأيتام وللمعاقين وللأرامل وللشهداء ولمسلمي بورما وتشاد، ولأهالينا في غزة (وأهالينا في صعدة، طز فيهم ينزلوا ملح!)،ومع هذا تسمع من يقول لك: لا بد من إحياء شعائر الإسلام في اليمن وإلا فإن غضب الله شديد!! بنظرة سريعة إلى كل ما يحدث، سنعرف أننا بحاجة ماسة بالفعل لأن نعيد مهابة الإسلام إلى نفوس الناس، وعلينا أن نصرخ: أين هو الإسلام من هؤلاء المُتأسلمين الذين أحالوا شعائره إلى ارتزاق، وأحالوا بيوت الله إلى أماكن للصراع. أين هو الإسلام من هؤلاء الذين أحالوا الجنة إلى خُرافة يمكن اختراقها عبر حزام ناسف، وأحالوا النار إلى خزانة "يدهفوا" إليها كل معارض لا يتفق معهم، وأحالوا الله الذي هو الكريم.. النور.. العدل.. الحق.. السلام.. الرحمن.. الرحيم.. أحالوه في نظر بسطاء الناس إلى "دراكولا" سيذيقهم بئس العذاب ! كمَّلوا الناس فجايع وابتزاز باسم الله، والكارثة أننا نجدهم عند كل منعطف مهم يغضُّون الطرف عن القتلة وعن سارقي لقمة عيش الناس، وعن تجار الحروب. يتركون كل ذلك و"ينبعوا" إلى عند بسطاء الناس، صارخين في وجوههم: اتقوا الله.. نريد شرع الإسلام!

 

*نقلا عن صحيفة اليمن اليوم