■ تحديات أمن الخليج .. ليست يمنية !؟

2014-12-10 05:15

 

■ اختتمت في الدوحة مساء الثلاثاء 9 ديسمبر القمة الخامسة و الثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية .. من دون إعلان الانتقال من التعاون الي الاتحاد و لو في حده الأدنى ، وهو الأمر الذي كان عدد من المحللين و الكتاب قد تناوله بتفاؤل في الفضائيات الخليجية .. قبيل أيام من انعقاد القمة التي تلت مصالحات الرياض ولقاء قادة دولة بصاحب الدعوة الى الاتحاد خادم الحرمين الشريفين الملك : عبدالله بن عبد العزيز .. الشهر الماضي ، مما دفع بهؤلاء المحللين الي التبشير بحدوث نقلة إستراتيجية في اتجاه الاتحاد .. لا في إطار الترضية للقيادة السعودية التي تتحمل اليوم عبئ مواجهة التحديات و الأخطار الداهمة ،التي أصبحت تطوق منطقة الخليج تحت مسمى الإرهاب علنيا في الوقت الذي تتزايد تلك المخاطر تحت غطاءه و تفتح الممرات و المنافذ لقوي إقليمية و دولية أصبح حضورها شمالا و جنوبا واقعا يتطلب وقفة جادة وحازمة لا تقتصر على إنشاء " قوة الواجب البحري 81" على غرار قوة درع الجزيرة التي أنشأت بناءا على قرارات القمة الثالثة في البحرين عام 1982 في ظروف و تحديات الحرب العراقية ـ الإيرانية .

 

كان تفاؤل المحللين كبيرا نتيجة شعورهم بالمخاطر المحيطة .. الي الحد الذي أطلق البعض منهم تسمية قمة الدوحة بقمة ( الفرحة !! ) إلا ان هذه الفرحة لم تكتمل رغم تلك التعبيرات التي أبداها المتطلعون بتفاؤل إليها من فعاليات منطقة الخليج .

لم تأتي القمة التي صادقت على ما تم إنجازه من خطوات إجرائية في مجال الشراكة الإستراتيجية مع الأردن والمغرب والاستمرار فى الحوارات بهذا الشأن، وحول العنف والتطرف جددت دول مجلس التعاون الخليجي موقفها الرافض لكل صور التطرف والإرهاب مؤكدة التزامها بنبذ التطرف الفكري..بالجديد الذي توقعه المحللون الذي شغلوا شاشات الفضائيات الخليجية على مدي أيام التحضير للقمة .

 

تلك الشراكة الإستراتيجية على أهميتها لا أظنها كانت خلف تفاؤل الفعاليات الخليجية على الفضائيات خلال الأيام التي سبقت القمة و لا التأكيد على قرارات وتوصيات وزراء الداخلية بشأن إنشاء جهاز شرطة خليجي مقره العاصمة الإماراتية أبو ظبى.. فضلا عن التأكيد على أهمية النفط و الغاز الإستراتيجية .

 

□ كل ذلك كان متوقع .. و كان المتوقع ما هو ابعد من ذلك بحسب ما تناوله أولئك المستبشرين تجاه هذه القمة التي انعقدت في إعقاب مصالحات الرياض لكي تخطوا خطوات في اتجاه الاتحاد .. الذي لم يعد مجرد أماني للشعب العربي في الخليج او الجزيرة العربية .. التي يعيش جزء منه في زاويتها الجنوبية _ الغربية حالة من تأكل الدولة و التدخلات الخارجية التي لم تعد مقتصرة على الدول الكبرى في تواجدها البحري في خليج عدن و مداخل البحر الأحمر بل وأصبح التواجد البحري الإيراني في تلك الممرات خطرا لا يقل خطورة عن هيمنة إيران على مضيق هورمز ..

الذي تمر عبره جميع التدفقات النفطية من المنطقة الي العالم .. فان باب المندب الذي تمر عبره مالا يقل عن 45% من تلك التدفقات لا يقل أهمية و هو ما تدركه إيران و تعمل على ترسيخ تواجدها في اليمن لأجله بل وللحيلولة دون تنفيذ إستراتيجية الأنابيب و البحار المفتوحة على بحر العرب .. و على سواحل حضرموت المرتبطة بالمحيطات المفتوحة .

 

لذلك كان من المتوقع ان يأخذ الشأن اليمني .. أهمية خاصة لا في اتجاه تحذيرات الحوثي و مطالبته بتسليم مقرات الدولة و الأسلحة التي استولى عليها فحسب .. بل ومطالبة إيران و بوضوح عن الكف عن التدخلات في الشأن اليمني .. وربط ذلك بعلاقات حسن الجوار الذي أشار إليها البيان .. باعتبار اليمن جزء لا يتجزءا جغرافيا و ديمغرافيا من منطقة الخليج .

 

أما مطالبة مختلف الأطراف اليمنية بالالتزام بمخرجات الحوار الوطني و الشروع في بناء الدولة اليمنية الاتحادية و فقآ لآليات المبادرة الخليجية .. وهو ما تضمنه البيان الختامي .. دون التطرق الي مخاطر الدولة الفاشلة في اليمن .. و انتقالها الي الحالة الليبية على امن واستقرار المنطقة وهو الأمر الذي تشير إليه كل تداعيات الأزمة اليمنية .. فلا أظنه كافي ما لم تتبعه سلسلة من ألإجراءات و الخيارات العملية و حتى القاسية للتعامل مع هذه الأطراف .. و الخيارات مفتوحة و متوفرة بشرط عدم تعامل بعض الأعضاء بشكل منفرد و لحسابات جهوية او مذهبية لا تقل خطورة عن السياسة الإيرانية ان لم تخدمها بشكل او أخر !؟

 

□□ إنا هنا كمتابع و مراقب غير محسوب على مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. أجد في هذا المجلس المنظومة الإقليمية التي يجب ان تأخذ في أولوياتها اليمن .. وهي تأكيد على سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها المحتلة من إيران .. حتى لا تطالب في قممها القادمة بحق استعادة السيادة اليمنية على اليمن .. وليس فقط على الجزر و الممرات البحرية في بحر العرب و خليج عدن و مداخل البحر الأحمر .. إلا إذا كان اليمن و أوضاعة ليست تحديات إستراتيجية لأمن و مستقبل الخليج و عروبته؟!