■علاقات أحزاب مأزومة ..

2014-11-29 12:53

 

إجابتي على سؤال استطلاعي لصحيفة الثورة ، انشره على صفحتي لاستطلاع رأيكم و معرفة قراءتكم لأسباب أوضاعنا الانقسامية المتوالية في ظل منتظم سياسي عاجز و متهالك أصبح جله في السلطة لاستدامة الأزمات لا البحث عن حلول بعد حوار أفضى الي حقيقة آلا حل في غير إعادة صياغة الدولة في اتحاد فدرالي يحفظ للأقاليم حقوقها و يحافظ على خصائصها الثقافية و الاجتماعية و التاريخية و يمكنها من إدارة مواردها البشرية و الطبيعية .

هذا الحل هو ما تحاول الالتفاف علية كل هذه القوي التي تناولتها في إجابتي أدناه.. وهي قاصرة دون شك ولكنكم ستثرونها بقراءتكم مداخلاتكم .

 

■ سينشر الأثنين بالصحيفة .. كيف تقرؤون العلاقة بين قيادة الأحزاب ومنتسبيها ؟

□ السؤال جيد لو كان لدينا أحزاب سياسية ذات أهداف اجتماعية و وطنية او أيديولوجية واضحة تمثل مصالح قوي او شرائح اجتماعية تسعي الي السلطة لتحقيقها .. ولكن أزمتنا انه لا توجد لدينا أحزاب وفق هذا المفهوم بقدر ما توجد لدينا تنظيمات تحت مسميات حزبية وفي خدمة مموليها من زعامات عشائرية او مناطقية او حتى خارجية .

باستعراض بسيط للمنتظم السياسي اليمني لا دراسات معمقة سنكتشف ان معظم تنظيماته توزعت على النحو التالي :

─ تنظيمات أملتها حاجة السلطة الى قوى اجتماعية يمكن السيطرة بها و عليها للحفاظ على السلطة في حد ذاتها و تسخير إمكانياتها في خدمة القيادة التي وصلت إليها عن طريق استلامها من المستعمر او الانقلاب على النخبة التي سبقتها الى الحكم .. وهذه الأحزاب لا يملك أعضائها غير السير خلف قياداتها و العمل على خدمتها الأمر الذي افقد هذه الأحزاب رغم إمكانياتها القدرة على العمل على خلق قيادات شابة سياسية و إدارية .. حتى لا نقول تجنب هذه المهمة لاعتمادها على الولاء لا الكفاءات ، الأمر الذي كثف من أزماتها و خلق حاله من صراع الولاءات داخلها فافقدها القدرة على التفكير في ما يجري داخل المجتمع و تفاعلاته بل وانفعالاته .

هذا النوع أحزاب سلطة و صراعاتها على السلطة للسلطة لا لإحداث التغير في البنى الوطنية و الاجتماعية وإعدادها للتحديات المستقبلية .. و التحدي هو المستقبل .

─ أحزاب قومية.. او على الأصح قومجية ارتبطت في نشأتها بأنظمة عربية رفعة شعارات القومية العربية ( البعثية و الحركية و الناصرية او حتى القذافية ) وجميعها تشكلت من معارضين او ممن احترفوا السياسة لتامين العيش السهل عن طريق العمل لصالح الأحزاب الحاكمة في الأقطار العربية .

هذه الأحزاب مأزومة و أزمتها في محدودية قواعدها التي لا تتجاوز علاقات قياداتها الاجتماعية او المناطقية .. فضلا عن كونها تابعة لأنظمة متصارعة و متناقضة رغم شعاراتها التي ترفع و دوافعها هو الوجود و التأثير السياسي و حتى ألاستخباراتي في اليمن لصالح صراعاتها البينية .

لذلك علاقاتها كانت مرتبطة بعلاقات تلك الأنظمة القومجية .. وهي علاقات متوترة و قذافية غير مستقرة ، وبالتالي لا يمكن ان تبني علاقات بينية إلا من خلال تبعيتها لأحزاب اكبر بعد سقوط تلك الأنظمة و يصبح موقعها و تأثيرها متماثل مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المفرخة في أزماتنا و بالتالي علاقاتها مرتبطة بالحلفاء الممولين لقياداتها !؟

─ أحزاب او تنظيمات اسلاموية .. ارتبطت بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين و منها اسلاموية حرا كية او انقلابية ارتبطت بالفكر الانقلابي و اعتمدت على الفكر الجهادي و أخري الفكر الثوري ـ للثورة الإيرانية و جميع هذه التنظيمات إقصائية لا تقبل بالآخر .. وعلاقاتها لا تتجاوز التحالفات المرحلية فضلا عن كونها لا تستطيع مغادرة إدمانها الصراعات .

─ أحزاب .. وارثة لأحزاب مرحلة الحركة الوطنية .. وهي أحزاب تستند الى تاريخ مرحلة لم يعد لها وجود ، الأمر الذي حول هذه الأحزاب الي قوي ضعيفة و مأزومة و قلصها الي تحالفات مصالح بين قياداتها دون قواعد .. الأمر الذي افقدها القدرة على تطوير الموروث ودفع بها الي تغيير المواقف و التخبط الي درجة الإغراق في استغلال الأزمات ..فهي مأزومة و لا تستطيع العيش إلا من خلال الأزمات ...!!

□□ لذا أجد ان السؤال كان يجب ان يكون .. ما مدي درجة ثقة الشعب في المنتظم السياسي الحزبي بعد ان أثبتت هذه التنظيمات عجزها السياسي في أزمة تتدافع تداعياتها في الوقت الذي أصبحت فيه جميعها في الحكم بحسب ما فرضته والمبادرة الخليجية .. و لتفقد الدولة قدرتها و عجزها في وثيقة السلم والشراكة ؟ فما نعيشه اليوم هو عجز منتظم سياسي قاصر يدفع بأزمتنا الي التدويل و الوصاية لا مغادرتها.

علاقات مأزومة في أزمة مركبة و مربكة هي من صنع هذا المنتظم القائمة علاقات على تحالفات استدامة الأزمات .. و المعضلة الكبري اليوم هي في عدم ثقة الشعب في العمل السياسي برمته و في مساراته الثلاث : حاكمة ومعارضة وحركية وهذه هي الطريق المعبد الي العودة الي ما قبل سبتمبر 1962ونوفمبر1967 لا ما قبل مايو 1990م فهل تدرك هذه الأحزاب ذلك حتى نتحدث عن علاقاتها ؟