من منبر ‘‘ الأيام‘‘ الدكتور أبو بكر السقاف في تناول للإرهاب في 1994م و 2000م

2014-11-26 14:05

 

الحديث عن الدكتور أبوبكر السقاف ـ أطال الله في عمره ومتعه بالصحة ـ طويل بطول الإلياذة الإغريقية، وهو من طلائع طلاب الوهط الذين استفادوا من نعمة التعليم الحديث الذي تفردت به سلطنة لحج العبدلية قياساً إلى بقية المحميات عدا عدن، ومن تلك الرموز علي عيدروس السقاف وعمر الجاوي السقاف ومحمد عمر حسن اسكندر السقاف والدكتور محمد جعفر زين السقاف، وانضم إليهم فيما بعد عبدالله حسن العالم، تلك الكوكبة التي غادرت إلى قاهرة المعز في مطلع خمسينات القرن الماضي لتلقي دراستهم الثانوية.

 

سيرة الدكتور أبوبكر السقاف ومنعطفاتها ساخنة وعصية، كانت القاهرة من أكثر المحطات سخونة في فترة تأسيس رابطة الطلاب اليمنيين هناك، وانضمامهم إلى حركة “حدتو” وما أدراك ما “حدتو”، ثم مغادرتهم إلى موسكو، وعاد منها الدكتور أبوبكر السقاف متوجاً بدرجة الدكتوراه.

 

الدكتور أبو بكر السقاف أكاديمي رفيع وهو في عداد المفكرين العرب ومن أصحاب المواقف الصعبة والصلبة، التي قلَّ أن تجد لها نظيرا، وعرفناه كما عرفنا الدكتور محمد جعفر زين وعمر بن عبدالله الجاوي اللذين ذاقا الأمرين لاعتدادهما بآرائهما ومواقفهما كعلماء ومفكرين تتقارب عندهم العقول مع الضمائر، لأن العقول مستنيرة والضمائر حية، لذلك أفادوا طلابهم وقراءهم ومريديهم.

 

الدكتور أبوبكر السقاف خبير المحاضرات والمداخلات والندوات والمناظرات ومدرجات الجامعات وقاعات المؤسسات والاتحادات والجمعيات والمنتديات والصحف والمجلات والدوريات، وارتبط بـ«الأيام» منذ إعادة صدورها في 7 نوفمبر 1990م واصطدمت كتاباته بالسلطة الديكتاتورية القبلية المتخلفة، وعانى كثيرا ودفع ضريبة ذلك عندما كتب موضوعا عن الاستعمار الداخلي الذي أفرزته حرب صيف 1994م، فاختطفته عصابات النظام وعصبت عينيه واقتادته مكبلاً إلى جهة ما، وضرب بالعصي الكهربائية، وتركوه وحيدا يعاني من الجراح التي أحدثتها تلك العصي التي لا يمتلكها إلا الحرس الجمهوري، والتي تظهر آثارها الضارة بعد سنوات في صورة شلل رعاش (باركنسون).

 

الدكتور السقاف وملحوظات أولية في جذور الإرهاب

 

نشرت «الأيام» الحلقة الأولى من الملحوظات المذكورة في 27 أبريل 1994م تناول فيها إرهاب الجماعات منذ العصر الإسلامي وبتركيز أكبر على جماعات الإرهاب التي ارتكبت جرائم بشعة بحق فتيات ومفكرين في مناطق مختلفة من البلاد العربية، وتناول الإرهاب على أنه أيضا ظاهرة غربية (أوروبية وأمريكية)، وحبذا لو أعيد نشر تلك الحلقات في كُتيب لنفع القارئ والباحث لاسيما ونحن نواجه ممارسة الإرهاب على نحو بشع ومبتذل، دخل فيه الموساد مع أجهزة استخبارات إقليمية ودولية.

 

الدكتور السقاف وحاوية الأقنان

 

نشرت «الأيام» في عددها الصادر يوم 26 أبريل 2000م الموضوع الموسوم (حاوية الأقنان) ربط فيه الدكتور بين شذوذ الواقعة التي حدثت في ذمار في أبريل من ذلك العام وملصق إعلاني رآه في باريس قبل سنوات من ذلك التاريخ، والملصق يروج للسفر بواسطة (اليمنية)، يؤكد للمشاهد أنه إذا أراد مشاهدة القرون الوسطى فما عليه إلا السفر إلى اليمن.

 

يفيد الدكتور السقاف بأنه وعند مطالعة «الأيام» فوجئ بفاجعة حاوية الأقنان في ذمار التي أسفرت عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة اثنين بالجنون وترقيد السابع في العناية المركزة.

 

أتحفنا الدكتور أبوبكر السقاف بعدد كبير من المواضيع القصيرة والطويلة (في غالبها) وانقطع عن قرائه في السنوات الأخيرة، ولنا كلمة أخيرة نوجهها للدكتور السقاف: أيها الغضنفر.. عد إلى عرينك «الأيام».

 

* الأيام