‘‘ لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية”..
شعار ترتج به أرض الجنوب صباح كل يوم في كل المدن والأرياف بأصوات أبنائنا التلاميذ والطلاب في المدارس.. شعار كان يتصدر أسطر كل وثيقة رسمية واستمارات المعاملات الرسمية لمواطني جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، فترسخت الثقافة الوحدوية بين أوساط أبناء الجنوب ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً، وتعمق بداخلهم حب الوطن الواحد المتحد، وتربت الأجيال الصاعدة على لذة القيم العظيمة.
ومع تنامي الثقافة الوحدوية للوطن بين أوساط أبناء الجنوب وما عكسوه في سلوكهم قولاً وعملاً لم يرافق ذلك في الاتجاه الموازي تفاعل حقيقي وعقلاني من قبل مثقفي وساسة الجنوب، فهم أيضا وقعوا فريسة للتعاطف نحو الوحدة، ولم يفكروا يوماً كيف يمكن أن تكون دولة الوحدة في ظل الفوارق الشاسعة بين أبناء الشطرين في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية بما يحمي حق أبناء الجنوب الذين تربوا على القيم الإنسانية العالية، والتعايش السلمي، واحترام القانون والعيش في كنف الدولة على عكس أبناء الشمال تماماً.
فدولة الجنوب وحدوية من سلوكها السياسي منذ اللحظة الأولى فمنحت لأبناء الشمال حق المواطنة وعاشوا بيننا وتزاوجوا وتكاثروا واكتسبوا كل الحقوق، وتربوا عليها، وطبقت عليهم كل الواجبات التي تمنح لأبناء الجنوب، وهم اليوم شريحة اجتماعية مهمة، ساهموا في بناء دولة مدنية في أرض الجنوب، الأرض الخصبة والبيئة الحاضنة لها فعاشوا في عدن في عيشة راضية واعتلوا المناصب، ووصلوا إلى سدة الحكم.. بينما الحال كان مختلفا عند بعض أبناء الجنوب الذين فرضت عليهم الظروف لأسباب سياسية واقتصادية خروجهم إلى الشمال، فكانت الشمال بالنسبة لهم أرض منفرة وبيئة عدائية، فلم يجعلوا منها إلا محطة عبور نحو البلدان الأخرى، والقليل منهم بقي في الشمال، لكن دون أن تمنح لهم الحقوق، أسوة بمواطني الجمهورية العربية اليمنية.
* الأيام