وزير خارجية العليمي يتبرأ من نائبه بعد فضيحة التحالف مع الحوثيين: تبرؤ متأخر يكشف ضعف القرار وخروج الزنداني من دائرة الحكم
شبوة برس – خاص
رصد محرر شبوة برس تصريحًا منسوبًا لوزير الخارجية رشاد العليمي، شائع محسن الزنداني، على منصة إكس، أعلن فيه تبرؤه من التصريحات التي أدلى بها نائبه مصطفى النعمان، والتي ألمح فيها إلى إمكانية تحالف قوى من ما تُسمّى بالشرعية اليمنية مع جماعة الحوثي ضد الجنوب في حال إعلان دولته.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، نفى الزنداني بشكل قاطع أن تكون وزارة الخارجية معنية أو متبنية لتصريحات النعمان، مؤكدًا أن الوزارة لا تعتمد إلا البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عنه شخصيًا والمنشورة عبر القنوات الرسمية، وأن أي تصريحات إعلامية تصدر عن منسوبين للوزارة لا تمثل موقفها الرسمي، ويتحمل أصحابها المسؤولية القانونية والسياسية عنها.
ويأتي هذا التبرؤ في أعقاب موجة غضب شعبي وسياسي جنوبي واسع، اعتبر حديث النعمان تهديدًا صريحًا وتحريضًا مباشرًا ضد الجنوب، ونسفًا فجًا لجوهر المعركة التي خاضها التحالف العربي منذ البداية، والمتمثلة في محاربة الحوثي واستعادة صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية.
غير أن محرر شبوة برس يرى أن تصريح الزنداني لا يخرج عن كونه محاولة لرفع العتب السياسي، وتخفيف حدة الغضب بعد أن وقعت الفضيحة، دون أن يترتب عليه أي إجراء عملي يعكس جدية الموقف أو يحفظ ما تبقى من علاقة الشرعية بالتحالف العربي.
فالزنداني، الموجود خارج دائرة النفوذ الفعلي ومراكز القرار والسطوة في بنية الحكم اليمني، لا يملك القدرة على إقالة نائبه أو حتى تجميد عمله، فضلًا عن إحالته للمساءلة أو المحاكمة بتهمة تمس جوهر الصراع وتصل إلى حد الخيانة العظمى السياسية والأخلاقية.
ويكشف هذا المشهد، وفق قراءة شبوة برس، هشاشة موقع وزير الخارجية نفسه، وضعف إرادته السياسية، وكونه جزءًا من واجهة شكلية لحكم متآكل، لا يملك القرار ولا الجرأة على محاسبة من يهدد علنًا بالتحالف مع العدو الحوثي ضد الجنوب، ثم يكتفي بتغريدة تبرؤ لا تغيّر من الواقع شيئًا.
شائع الزنداني، في هذا السياق، لم يدافع عن التحالف العربي، ولم يصن دماء الشهداء، ولم يحفظ ما تبقى من صورة الشرعية، بل أكد – من حيث أراد أو لم يرد – أنه وزير خارج دائرة الحكم، وصوت بلا سلطة، في منظومة باتت مستعدة للتحالف مع أي طرف، ولو كان الحوثي، في سبيل معاداة الجنوب.
شبوة برس