تعقيباً على ما ورد على لسان الصحفي المخضرم والمحلل السياسي البارز الأخ أحمد الحبيشي في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة (المسيرة) مساء السبت 25 أكتوبر الماضي حين حاول الخوض في مسألة القضية الجنوبية، محاولاً تقزيمها وتهميشها، حينما اختزل القضية الجنوبية بطريقة التضليل الإعلامي والمكر والخداع الصحفي عندما قال: “إن الرئيس السابق قد اعتذر للجنوبيين وإنه ليس لوحده من أخطأ، ولا يمكن أن نحمله أخطاء غيره”.
نقول له.. لا يا حبيشي، ما هكذا تورد الإبل، فقضية بحجم وجسامة القضية الجنوبية لا يمكن أن تطرح بهذه البساطة، وغيرك كان أشطر، فقد سبقك من قبل تصريحات واعترافات رؤوس الفتنة والفساد وشركاء الحرب المشئومة، أمثال حميد الأحمر الذي حاول أن يدغدغ مشاعر الجنوبيين إبان ثورته الفاشلة عندما قال: “إن الجنوبيين قد ظلموا ويجب أن تحل قضيتهم حلاً عادلاً”، وكذلك اعتراف جنرال الحرب علي محسن الأحمر عندما قال: “إن علي صالح قد استعمر الجنوب”، محاولا بذلك الاعتراف طي صفحته السوداء وتاريخه الملطخ بدماء الجنوبيين.
لقد جئت في هذه المقابلة بما لم يستطع غيرك أن يأتي به من المكر والخداع، فقد تجاوزت كل الوقائع والأحداث، ولم تقرأ الواقع قراءة صحيحة، فالجنوبيون قد حسموا أمرهم وقرروا مصيرهم ولن يرضوا بغير الاستقلال بديلاً، فمن يسمع حديثك اليوم وأنت تعرض بضاعتك الرخيصة هذه على قناة (المسيرة) لا يصدق بأن هذا هو أحمد الحبيشي الصحفي البارع الذي بارز أحد قادة الحزب الحاكم على قناة (الجزيرة) عام 98 في برنامج (الاتجاه المعاكس) مدافعاً عن القضية الجنوبية بكل ما أوتي من حنكة واقتدار، واليوم يقف على النقيض من ذلك الموقف المشرف الذي محاه لينال رضى من يدين له بالولاء الآن، ويعلم الله غداً من يكون.
وهنا لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقول: تباً لهذا الزمن الرديء الذي أصبحت فيه المصالح فوق كل الاعتبارات”، وكذلك أقولها بملء الفم: لا لأساليب المكر والخداع الصحفي، ولا للمواقف المتذبذبة التي تتلون كالحرباء وتتقلب على كل شكل ولون!.
* الأيام