كوبا في طليعة الدول النشيطة في مكافحة ‘‘ إيبولا‘‘

2014-10-19 06:44
كوبا في طليعة الدول النشيطة في مكافحة ‘‘ إيبولا‘‘
شبوة برس - متابعات

 

رغم الصعوبات الاقتصادية ووسائلها القليلة، تقف كوبا في طليعة حملة مكافحة فيروس إيبولا بإرسالها طاقما كبيراً إلى غرب أفريقيا بينما تترك الدول الكبرى الأمر لمنظمات العمل الإنساني. وفي كوبا سيعقد أيضا أول مؤتمر إقليمي مخصص لـ«إيبولا» بحضور رؤساء تسع دول في تكتل البديل البوليفاري للأميركيتين الذي يضم خصوصا فنزويلا والإكوادور وبوليفيا ونيكاراغوا.

 

حتى الآن ورغم الاشتباه بإصابات، لم تسجل رسمياً أي إصابة مؤكدة بالفيروس المسبب للحمى النزفية، لكن كوبا كانت أول دولة عبرت عن اهتمامها بالقضية وخصصت مساعدة طبية كبيرة لغرب أفريقيا. وقد توجه طاقم يضم 165 من الأطباء والعاملين في قطاع الصحة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى سيراليون بينما ينتظر أن يتوجه 296 آخرين قريبا إلى ليبيريا وغينيا المجاورتين.

 

ورحبت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وجمعيات عدة للعمل الإنساني بهذه المبادرة بينما تكتفي الدول الكبرى حاليا بتقديم مساهمات مالية واتخاذ إجراءات وقاية على الحدود. كما أنها تترك العاملين في القطاع الإنساني ووكالات الأمم المتحدة يكافحون الوباء ميدانيا، وذلك باستثناء الولايات المتحدة التي أرسلت مساعدة عسكرية كبيرة إلى المنطقة (أربعة آلاف جندي سيتم إرسالهم). وكتبت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس أن «كوبا تقود حملة مكافحة (إيبولا) في أفريقيا بينما الغرب قلق على سلامته على حدوده».

 

وفي لهجة مختلفة إلى حد ما عن الموقف الأميركي من كوبا، شكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري شخصيا أول من أمس كوبا لمساعدتها في المكافحة الدولية لفيروس «إيبولا».

 

وقال الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو في الرابع من أكتوبر الحالي إن «مهمة الذين يسافرون لمكافحة (إيبولا) من أجل بقاء أشخاص آخرين صعبة وتشكل خطورة على حياتهم». ومنذ 1960، السنة التي أرسلت خلالها كوبا للمرة الأولى أطباء بعد زلزال في تشيلي، قام الأخوان راؤول وفيدل كاسترو بإرسال 135 ألف عامل في القطاع الطبي من أطباء وممرضين وغيرهم إلى عدة دول في العالم.

 

وأعلنت وزارة الصحة الكوبية أن نحو 50 ألف طبيب وعامل في القطاع الصحي يقومون بـ«مهمات» في 66 بلداً في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. ومنذ انهيار الكتلة السوفياتية، أصبح القطاع الصحي أحد أسس الدبلوماسية الكوبية وخصوصاً في الدول النامية وشركائها المميزين. واعتباراً من عام 2004، بدأت كوبا تطلب أموالاً لقاء خدماتها مما أمن للجزيرة مصدراً لأهم مواردها المالية.

 

وباستقبالها قمة البديل البوليفاري للأميركيتين غداً الاثنين تبدو هافانا على رأس الحملة لمكافحة إيبولا في القارة أيضا. وأعلنت وزارة الخارجية الكوبية مساء الأربعاء أن الاجتماع يهدف إلى «تقديم مساهمة مشتركة لهذه المشكلة الصحية الكبرى ومنع انتشار المرض في أميركا اللاتينية والكاريبي». وحتى الآن كانت المبادرة الوحيدة من هذا النوع في القارة سلسلة اجتماعات «افتراضية» لوزراء الصحة في أميركا الوسطى. لكن أميركا اللاتينية قد لا تبقى في منأى عن المرض لفترة طويلة، إذ إن منظمة الصحة العالمية حذرت من ارتفاع كبير في عدد الإصابات. وسُجلت إصابتان في أميركا الشمالية بينما اشتبهت السلطات في كل من البرازيل وتشيلي بإصابة واحدة.

* الشرق الاوسط