بداية نحن لا نشكك في وطنيه أحد ولا نظن بأهلنا في مختلف مواقع القيادة الجنوبية، في الحراك بمختلف مكوناته وحتى في السلطة، إلا مصلحة الجنوب وأهله، وأي نقد من أي نوع فأنه لا يهدف ألا إلى التخلص من السلبيات التي أضرت، أو قد تضر، بقضية الجنوب.
لا أنكر أنني ذرفت دمعه فرح حين رفع علم الوحدة في عدن في 22 مايو 1990 م , ولم أكن أتصور أن تشهد عدن , مكان ولادة دوله الوحدة , لم أكن أتصور أن تشهد هذه الاستباحة الوحشية في سنوات لاحقه , فالأمم التي تقدس وحدتها تقدس كل ما يتعلق بها وبالأخص مكان ولادة هذه الوحدة , لكن تخريب الأرض الولادة يعني رفض هذه الوحدة , وقد كان.
كان حزب الرابطة قد نصح بضرورة مصالحة جنوبية / جنوبية قبل الولوج في الوحدة ألا أن ذلك لم يجد آذان صاغية ولم تمض إلا سنوات أربع حتى تم استخدام تباينات الجنوبيين ليواجهون بعضهم في صيف 1994م , ولم يتردد المحتل في أن يطلب من الجنوبيين الذين دخلوا الجنوب في عام 1994م , أن يقول لهم بالفم المليان .. انتهت مهمتكم.
لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء سنوات، ماذا لو سبقت الوحدة مصالحة جنوبية، هل كنا سنكون في هذه الحال؟ هل كان الجنوبي سيواجه الجنوبي في حرب 1994م؟، ثم انه من المعيب أن نردد بعد كل كارثة تحل بنا المفردة الممجوجة ،، غلطنا.
بعد انتفاضة الشارع الجنوبي في 7/7/2007م ومنذ 2009م تحديدا أخذت بعض النخب الجنوبية تتنازع القيادة، ثم تشعبت وأصبحنا نتحدث عن وحدة الصف الجنوبي التي أصبحت حلم أصعب من حلم الاستقلال المنشود، وكل المحاولات الهادفة إلى وحدة الصف الجنوبي تجابه بعوائق من الجنوبيين ذاتهم وقد لا يكون آخرها محاولات إفشال المؤتمر الجنوبي الجامع الذي قطع شوطا كبيرا في انجاز وثائقه وتشكيل لجنة التوافق التي ستمهد لاختيار قيادة جنوبية توافقية.
يجري هذه الأيام تسابق محموم على إنشاء تكتلات أخرى نخشى أن بعضها يضع سقوفا اقل من سقف الشارع الجنوبي القائم على التحرير والاستقلال بالهوية الجنوبية العربية، ونحن لا نريد الانتقاص او التقليل من جهود نخب جنوبية لكنا نخشى أن تكون هذه التكتلات حلقة أخرى في مسلسل فشل وحدة القيادة الجنوبية الأمر الذي يزيد من وتيرة الاستقطاب التي تعصف بالنخب الجنوبية.
فلا تخذلوا دماء الشهداء وهذه الجموع الجنوبية التي تفترش الأرض وتلتحف السماء على مدى ثمانية أعوام تخللتها 12 مليونية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) لكن يبدو إننا في الجنوب، وفي جزئية التوافق تحديدا، جالسين على جحر نلدغ منه في كل مرة، أو أننا أدمنا ثقافة الصراع ولا نريد مغادرتها.
* عن : salparty.org