الـعيـون النرجـسيــة للـقمنـدان.. رمـزيـة بـلـون الـعـواطـف

2014-10-11 14:27
الـعيـون النرجـسيــة للـقمنـدان.. رمـزيـة بـلـون الـعـواطـف

الفنان والشاعر والموسيقي والعسكري الأمير أحمد فضل القومندان

شبوة برس - متابعات - عدن

 

مثَّل انتصار الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الأولى على دول المحور بداية تحول تاريخي في حكم العبادل للحج الذين كانوا قد هزموا على يد القوات التركية التي توغلت حتى ضواحي الشيخ عثمان، فاضطروا للهروب إلى عدن بعد مقتل سلطانهم في منطقة بئر ناصر على يد القوات التركية المعززة بما سمي بالمجاهدين وعددهم 3 آلاف شخص من أبناء تعز، كما جاء في كتب التاريخ.

 

تشكلت في عدن سلطنة عبدلية جديدة وأوعزت بريطانيا للسلطان الجديد عبدالكريم فضل أن السلطة ستتحول من نظام التبادل بحسب العرف العبدلي بين البيوت العبدلية كونها الأسرة القادرة على استيعاب المراحل القادمة بما تمتلكه من ثقافة ومعرفة وتعليم.

 

كان التحول الجديد لا يقتصر فقط على نظام الحكم واستبداله بل كان يفضي إلى بداية تكوين الدولة اللحجية بكل منظوماتها الاقتصادية والثقافية والسياسية والانسحاب رويدا رويدا من شرنقة المملكة المتوكلية.

 

فهم القمندان وهو المنتظر والقائد العسكري للدولة القادمة أن هذا الأمر يتطلب القيام بانقلاب في مفهوم الوعي عند أهل لحج الذي ظل القمندان في الفترة السابقة يصور لهم لحج أنها جزء من المملكة المتوكلية في عدة قصائد حتى تثبت هذا الوعي لديهم بين انفراج أسارير القمندان بسقوط تركيا كإحدى الدول التابعة لدول المحور وخروجها من لحج وبين بداية تخلف الدولة اللحجية بكل سماتها.. كان هاجس الشعر عند القمندان هو الآخر يتخلف لتبدأ مرحلة جديدة من الشعر القمنداني المؤرخ لهذه المرحلة وما بعدها.

 

برع أهل لحج في كتابة الشعر بمضامينه المختلفة، لِمَ لا، وهم يتكئون على حضارة تراكمت منذ قبل التاريخ.

 

كان فن الرمز عند شعراء لحج هو أحد الفنون الذي استطاع من خلاله هؤلاء الشعراء ـ وفي مقدمتهم القمندان ـ رصد الأحداث وتحليلها وكتابة التاريخ بطريقة لا يفهمها إلا من له شأن بتاريخ وثقافة لحج.

 

كان القمندان يدرك ببصيرته الثقافية أن حكم السلطنة العثمانية للحج لمدة تقارب الخمس سنوات قد شكلت كيمياء جديدة لعناصر قد تكون مرغوبة عند كثير من أهل لحج الذين استفادوا من هذه المرحلة وبالذات في البنى التحتية كالزراعة - الري - التعليم - الثقافة - الصحة، وأن هذا الأمر قد ولد مريدين كثيرين من أهل عثمان من عرب لحج والعكس صحيح، حتى أن قائدهم علي سعيد باشا اقترن بامرأة لحجية تأكيدا على ما وصلت إليه العلاقة بين الطرفين وبعيدا عن مصالح السياسة.يالله طلبانك تصغي كل مربوش

 

وتعين أهل المروة يصلحوا المربوش

أحوال أرض العرب عيفة ومغشوشه

وأنا من الناس ذي ما يكهلوا المغشوش

راح الأفندي سلينا جور طربوشه

آلاف معانا عرب يبكوا على الطربوش

 

**على نخب هزيمة دول المحور وما ترتب عليه من انسحاب تركيا من لحج يرقص الفرح في صدور العبادل، ويحتفون بهذا الانتصار الكبير الذي سيمكنهم مجددا من العودة إلى لحج وامتلاك سلطنتها مشفوعين هذه المرة بضمانات بريطانية بحمايتهم من كل مكروه قادم واقتصار السلطنة في عبدالكريم فضل توارثيا، لا شك أن هذا الأمر يفرح القمندان الذي يذهب في تصوير هذه اللحظات شعريا على طريقة العواطف ومخاطبته المحبوب لحبيبته.**

 

أنت جل بالهنا    أنت قصدي والمنى

ياعنب أبيض جنا  زين طبعك يا هلي

 

**لا يريد القمندان أن يقتصر فرحه في ذاته فقط لكنه يرى أن كل شيء في عدن التي يصوغ فيها فرحته هذه ولا ينسى أن يزجي إليها التحية والوفاء هي وأهلها على استضافته كل هذه السنين رغم أنها قطعة من وطنه بحساب الجغرافيا والتاريخ، لكن للسياسة حسابات أخرى.**

 

غني ياشمسان غن   نعم حولك من وطن

شن فيك المزن شن   زين طبعك يا هلي

 

أنت بدر في عدن    كل شيء فيها حسن

طاب فيها من سكن  زين طبعك يا هلي

 

** كتأكيده على هذا الانتصار وانتهاء المحنة أن القادم أجمل وأن ضمانات الحماية له موجودة في القوة العسكرية للخلفاء الذين سيحمون بلدنا من أي تفكير عبثي، وأن علينا أن ننسى الماضي بكل آلامه وأن نتنفس عبق الانتصار الجميل متجاوزين كل قبيح يحاول أن يقف في طريقنا.**

 

يا أساطيل أحرسي    يا قلوب اتنفسي

كل شيء باينتسي  زين طبعك يا هلي

 

بقلم : سند حسين شهاب - الأيام