السيد الشاعر حسين ابوبكر المحضار رحمه الله
قد يرى البعض أن طرحنا لفكرة هذه الإطلالة لا يتناسب من حيث التوقيت الزمني خصوصاً أن البعض لا يؤمن بالشعر " الغنائي "ونحنُ في العشر من ذي الحجة .. لكني أجزم أن الكثير من المتابعين لشخصي وكذا لشخصية المحضار سيتقبلون هذه الإطلالة لاسيما وإننا هنا سنقف وقفة حــــــبٌ صادق " برفقة شاعر وملحن الأغنية الشعبية الحضرمية الفقيد السيد حسين أبو بكر المحضار . رحمة الله عليه .
عاش السيد حسين المحضار في بساطة وتواضع حم
ونقصد هنا بالحب النزيه الصادق المنبثق من ثنايا العفوية وليس الحب الزائف الذي يراد من خلاله مآرب أخرى في نفوس أصحابها ، فالحب في حياة المحضار عملاً وليس قولاً .. إلتماساً وليس أبتداعٌ أو تصنعٌ .. مستلهماً ذلك من الواقع المعيشي البسيط وكذا الإيمان القوي بهذا المبدأ الثابث في صميم قلبه (الشحري) ويظهر لنا جلياً من خلال قصائده ودواوين عدة كانت أرث تقافي أبداعي ليست لأسرة آل المحضار فقط بل لأبناء حضرموت عامة ونفتخر بها نحنُ أبناء الشحر حاصة فلا تكاد قصائده بعددها الكبير واختلاف بحورها وأوزانها تخلوا من ذكر كلمة الحب مما يؤهل أن نطلق عليه أسطورة الحب .
فهنالك في بلاد الحرمين - مكة - لم يتناسى المحضار أن يروي حكايته دون الحـــــــــــب ولم يتخلى عن هذا المبدأ حيث ذرفت شاعريتة بأروع ما ذكر في رواية الحج في صفتين الأولى مباشرة والأخرى غير مباشرة حتى لايمل القارئ أو المستمع في اعتقادي وابتدأ قائلاً :
لبيگ رمز الحب .. لوما الحب ماعاشوا محبيگ
ولا طـــلع إنســــان .. من أرضه الى مكة يلبيــــــگ
يارب وفر حبنا فيگ وعمــــــدنا عليگ
لبيك اللهم لبيگ .. ودعائي وجهتة إليگ
لبيگ اللهم لبيگ .
فهنا تيقن المحضار بأنة يقف أمام رمز الحب الحقيقي الذي لطالما ترنم به في سعاد الزبينة واردف مبيناً أن الحب هو الشريان الحقيقي للأنسان بقولة" لولا الحب ماعاشوا محبيگ " ويقصد هنا حب الذات الإلهية .. وحقاً لولا حب الإله ونبيه محمداً (ص) لما تحمل المسافرون المشقة والتعب حتى الوصول إلى بلاد الله مكة , وهنا نجد قوة هائلة في المعنى لهذا البيت الشعري وتأكيدآ بأن شعر المحضار ليس بالكلام العبثي إنما هو إستلهاماً للحقيقة الصادقة .
والصفة الأخرى استمد فيها الحب بصورة غير مباشرة بقولة :
وبعد ما تقضـــي .. الغرض أرجـع الى أرضگ وأهليگ
أرضگ ولاتختار.. غير أرضـــــگ ما حل حد يغريگ
أعطف عليها وأرعها مثل ما عطفت عليگ
لبيك اللهم لبيگ .. ودعائي وجهته أليگ
لبيگ اللهم لبيگ
هنا يحن ويستذكر حبيبته " سعاد الزبينة " التي تربى في أحضانها وإعطاها من الحب مرتبة بعد الذات الإلهية ويحذر كل الحجاج من الاغترار ببلاد الغير والعودة سريعاً الى ربوع الوطن .. فحقاً حب الأوطان من قوة الإيمان كما قال سابقاً في احدى القصائد .
منزل السيد الشاعر حسين المحضار في مدينة الشحر كأي منزل من منازل الشحر المتواضعة
هنا سترسو سفينة الحـــــــــــب التي أبحرنا فيها برفقة الربان الشاعر الكبير السيد حسين أبو بكر المحضار .
وختاماً نسأل من المولى عز وجل أن يكتبنا من حجاج بيت الله الحرام بإذن الله في السنة القادمة .
فلكم مني أعذب التحايا ممزوجة بعبير المحبة الصادقة ..
وكل عام وأنتم بخير
و عسانا و إياكم من عواده
* بقلم - عمار السالم 2 / 10 / 2014م
الشحر - حضرموت
كاتب الموضوع المبدع الشاب عمار السالم