طائرات أمريكا في ضيافة سعاد
عبدالجبار عوض الجريري
الضيف الثقيل حل بمخلفاته وأنعكاساته السلبية ضيفاً هذه المرة على مدينة الشحر إحدى كبريات مدن محافظة حضرموت.
الطائرات الأمريكية بدون طيار في ضيافة سماء الشحر ،بعد أن تجولت بما فيه الكفاية في سماء وادي حضرموت ، مخلفة خلفها عشرات القتلى والجرحى بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بعشرات الملايين .
إن الهجمة الجوية الأمريكية على مدينة الشحر الحضرمية تعد الأولى من نوعها التي تستهدف منطقة ساحلية شرق ميفع ،حيث كانت هناك غارة جوية من قبل ضد مواطنين في مديرية ميفع،إلا أن هذه الضربة تعد نوعية من حيث المكان .
وهو أمراً ربما يفتح باب الضربات الجوية الأمريكية على مناطق ساحل حضرموت ، بسبب أعتقاد الأمريكان بأن عناصر تنظيم القاعدة قد نزلوا من وادي حضرموت إلى المناطق الساحليه كونها تعد أكثر أمآنا مقارنة بقريناتها في الوادي،والتي تم توجيه أقسى ضربات للقاعدة هناك ،مما يستدعي بهم أن يلجئوا إلى أختيار مكان آخر أكثر أمنا .
مكان يجدوا فيه أرضهم الخصبة التي هم بحاجة إليها لجعلها قاعدة أنطلاق لكل عملياتهم المستقبلية وتنفيذ مخططاتهم.
إن هذه الأمر يفتح باب الخوف على مصراعيه من الأوضاع التي سوف تئول إليها مناطق ساحل حضرموت ،نتيجة لتكثيف الغارات الجوية من قبل الأمريكان ، لاسيما وأنهم يتمتعون بكامل الحرية في سماء اليمن ، حرية ربما لا يتمتع بها الرئيس اليمني نفسه الذي أعطاهم الإذن بشن هذه الهجمات الهوجاء الظالمة التي أهلكت الحرث والنسل في البلاد .
إن عبدربه منصور هادي كان خاطئاً تماماً عندما وافق على إعطاء سلاح الجو الأمريكي الحرية بشن هجماته داخل الأراضي اليمنية ،وبالكيفية التي يريدها ،غير آبهاً بالضحايا التي تتركهم هذه الطائرات المجنونة ،ولا مبالياً بحجم الرعب والخوف الذي تسببه بين أوساط المواطنين ، لاسيما بين الأطفال والنساء.
وهو ما أدى ببعض المنظمات الدولية إلى أن تعلن معارضتها الكاملة لهذه الهجمات التي ليس لها أي مبرر قانوني ولا إخلاقي ولا إنساني ! طالبةفي الوقت نفسه الحكومة الأمريكية إلى أن تتوقف عن هذه الضربات العشوائية ،لعدم سقوط مزيد من الضحايا والأبرياء.
غير أننا في حضرموت لم نرى أي إستنكار من قبل السلطة المحلية بالمحافظة على أستمرار قتل أبناء المحافظة بالصواريخ الأمريكية دون تعريضهم للمسائلة القانونية ، الم يكن جديراً بالحكومة اليمنية أن توعز بقرار إلى عناصر أمنها بمدينة الشحر لكي يقوموا بإلقاء القبض على من تشتبه بأنتمائهم للقاعدة بدلاً من ضربات أمريكا الوحشية الجائرة؟
لماذا لا يقوم رجال الأمن بأعتقال المشتبهين بهم في كل مرة يتم رصدهم فيها ؟
هذا مع العلم وأنهم لديهم معلومات مسبقة عن هؤلاء الأشخاص ؟
حتى لايتركوا المجال لأمريكا للفساد والتدمير على حساب ابناء الشعب المساكين الذين لو أستطاعو الوصول لهذه الطائرات لنسفوهنّ نسفا، إزاء ماتفعله بحضرموت وأبناء حضرموت.