في العام 1994م اجتاح الجنوب حلف ثلاثي مكون من القوى التقليدية العسكرية - القبلية - الدينية المتطرفة - بعد أن شرعوا لأنفسهم بفتوى الزنداني - الديلمي الشهيرة التي صعق منها كل علماء الأمة في العالم العربي والإسلامي كونها فتوى سياسية تبيح الأرض والعرض ,البعيدة عن كل المفاهيم الدينية وأدبيات الإسلام الحنيف.
لم نجد أحد من بكائيي اليوم يتباكى على ما جرى للجنوبيين من مآسي في حينها وحتى اليوم !
اليوم هناك من يتباكى من بعض التصرفات الفردية البسيطة لبعض الأفراد من أنصار الله ويعمل منها قضايا كبيرة جدا..
هذه الأصوات النشاز صمتت عن ذلك الجرم الذي لازال ينزف حتى أصبح الجنوبيين من تاقوا إلى الوحدة بكل روح يمقتونها من الطفل الصغير إلى الرجل المسن..نتيجة تلك الممارسات التي قامت بها تلك العصابة من نهب وأقصاء وتسريح وإبعاد واستحواذ على الممتلكات الخاصة والعامة وتجييرها لصالح أفراد معدودين فجعلوا من الوطن حديقة خاصة والشعب عمال مستأجرين.
هذا الأجرام صمتوا عنه كثيرا ولم يتكلموا عنه أولئك المأجورين بمسمياتهم المختلفة وضلوا يديرون أعمالهم المشبوهة من شقق مفروشة تحت مسميات براقة باسم الحقوق والحريات والدفاع عنها بينما لم نجدهم يوما يقفوا إلى جانب هذه الحقوق والحريات لكنهم يهرولون نهاية كل شهر إلى ما يلقوه لهم جنرالات الحروب والحريق من فتات , ويغضوا الطرف عن الدعم الذي يتلقوه من المنظمات والمكاتب العاملة في الداخل.
تقول لهم لماذا لاتتكلموا عن ذلك الجرم أم أنكم مأجورين.؟
ولماذا الاستغراب من الحال الذي لم يحصل فيه أي نهب للممتلكات العامة والخاصة ام كان الحفاظ على السكينة العامة بشكل غير متوقع جعلكم تتألمون وولد لديكم عسر هضم فافقدكم صوابكم كونكم مقبلين على العيد ويحرمكم من أكل الأضاحي بشراهة ..
أم إنكم تخشون تكشف حقيقة أعمالكم كوننا نعيش اليوم زمن كشف الحقائق كما كشفت حقيقة من تغنى بالوطنية والجمهورية والوحدة والدين...
* كاتب - و باحث – و مؤرخ