قرار حزب الأصلاح شجاع ووطني للغاية بعدم دخوله في صراع مسلح داخل العاصمة صنعاء لما له من نتائج دموية مؤلمة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في المنطقة والتزامه بالصبر والحكمة كان للأمانة مخاض عسير محسوب في الرافعة الايجابية وفي رصيده الوطني بتجنيب البلد منزلق نحو الفوضى في ظل الانهيارات التي تعيشها اليمن على كافة الأصعدة.
ففي حسابات الربح والخسارة يوجد مابينهما فوائد وتتمثل هذه الفوائد في انتزاع مؤسسة الأصلاح السياسية قرارها المختطف الذي كان رهنا بيد مركزي النفوذ العسكري والقبلي والديني !!
كلي ثقة من إن أمكانيات توجية بوصلة الحزب السياسية ستعزز ميزان نضج تجربة العمل الديمقراطي ضدا على موروثات الركام المنهار
الأجمل من ذلك في المواجهات المسلحة التي شهدتها صنعاء خلال هذا الأسبوع هو سمو ورقي موقف عبدالملك الحوثي ونضجه في قبوله ايقاف العمل المسلح وما بعده من صراع ضد خصمه الايدلوجي والسير معا في خطا واحدا للجلوس على طاولة أطياف متنوعة من القوى السياسية اليمنية تحت غطاء رسمي والأمتثال جميعا في التوقيع على وثيقة وطنية ( اتفاق السلم والشراكة الوطنية ) برعاية أممية صار عملا جبارا يحسب للحوثيين ممثلين بمكونهم (أنصار الله) صار الجميع يتحدث عن وضوح معالم مشروعهم الوطني التنويري لألتزامه بأدوات عصرية حديثة الحوار مع الخصم تحت فوهات المدافع .
ما نأمله من فرقاء العملية السياسية في وضعها الجديد ان يكونون على قدر عال من المسئولية الوطنية في هذا الظرف الحساس في نجاح اتفاق السلم والتعايش والشراكة الوطنية
في ظل ضخامة حجم الانهيارات التي تحيط بالبلد وتطوقة في أكثر من رقعة جغرافية باتت اليوم عرضة لمالأت التمزق والتشظي بفعل موروث مشاريع ألأ دولة منذ عقود خلت .
عوض كشميم
الناشر -رئيس التحرير حضرموت برس