لم يكن محمد علي احمد في حاجة لان يقول ما قاله الليلة لقناة العربية فمن خلال ما نطق به لم يستفد الرجل شيئا في حين خسر الشيء الأكثر وربما نكون أكثر دقة في تشخيص حديثه بأنه قد قطع الشعرة التي كانت تربطه بجماهيره وأطلق رصاصة الرحمة الأخيرة على ما له من رصيد في الشارع الجنوبي.
كنت اعتب على هذا الرجل دوما انه لا يجيد فن الحديث الدبلوماسي لكن ما توقعت إن يصل إلى هذا الحال ظنا مني إن التجربة السياسية الطويلة ستسعفه في اللحظة الأخيرة ليقول شيئا مفيدا خاصة في مثل الظروف الاستثنائية التي تمربها القضية الجنوبية.
لو فكر بن علي قليلا قبل إن ينجر إلى الحديث الذي لا يليق به ولا بمكانته لأدرك وهو يورد تلك النكتة السمجة التي لا يقبلها عقل ولا منطق عن تلك العلاقة المشبوهة التي تربط البيض بصالح والحوثيين وكذا نكتة اتهام مئات آلاف الجنوبيين بأنهم يستلمون من البيض مائة دولار مقابل التظاهر ورفع صوره بأنه لم يعد يختلف في شيء عن محرر في موقع بندر عدن أو قناة سهيل أو تعليق مراهق ومناكف باسم مستعار على صفحة الفيسبوك فالأمر في هذا الشأن أصبح كما يقال نكته بايخة.
لا ادري على ماذا يراهن محمد علي احمد وعن أي جماهير يتحدث وهو يدرك تماما أن الشارع ليس معه وانه حتى عندما أراد أن يعقد مؤتمره لم يستطع إن يخاطب الناس إلا بتلك اللغة التي يخاطبهم بها البيض بل انه بدا وهو يخاطب محتجين غاضين على عقد مؤتمره في فندق جولودمور وكأنه يتحدث بلسان حال البيض ولم يستطع إن يقول لهم أنا محمد علي احمد وهذا برنامجي وهذا مشروعي بل قال سقفي سقفكم فظهر وكأنه يتقمص شخصية البيض في سقفه وحديثه لعلمه إن البيض وفي هذه المرحلة بالذات ومن وجهة نظر محايدة هو الشخص الأكثر حضورا وتأثيرا وقدرة على تحريك الشارع الجنوبي .
إن ظن محمد علي إن مؤتمره قد نجح وانه من خلال تغطية قنوات العربية والجزيرة وسهيل واليمن اليوم قد نال شرعية تمثيل شعب الجنوب أمام المجتمع الدولي فهو مخطئ جدا لان للقضية الجنوبية من يحرسها من كل محاولة للالتفاف عليها بطريقة كهذه.
كان أحرى بمحمد علي احمد إن يحافظ على تأريخه ومكانته،ولما كنا على أعتاب الذكرى السابعة ليوم التصالح والتسامح كان من الحكمة إن يطلق خطابا متسامحا يتجاوز الماضي ويمد جسور المستقبل وان يتذكر انه ورفاقه من طرفي صراع السلطة في يناير 86 م معنيون بتجسيد هذه القيمة النبيلة وان يعينوا شعب الجنوب على بدء مرحلة جديدة خالية من العقد والأحقاد التي صنعوها هم بصراعاتهم وخلافاتهم .
إلى اللحظة مازلت بانتظار إن يصلح الرجل ما افسد في حديثه هذا ما لم فأنه لن يكون من خاسر في شأن كهذا غيره هو ..لذا أتمنى إن يعيد وهو السياسي والقائد المحنك حساباته وألا يقع في الفخ الذي وقع فيه كثيرون قبله فما كسبوا إلا الهوان والخسران والسعيد من اتعظ بغيره.