ما قاله الكبير قالوا بعدك

2014-09-20 18:53

 

المجتمع في مناطق شمال الشمال على أية حال "عصبوي" بطبيعته، ومعلوم أن المجتمعات العصبوية تنشأ كما هو حال نشأة الأسرة حيث هناك دائما كبير يقرر وهناك "صديقون" ينفذون.

وأما لو أخبرهم "الكبير" الذي "صدقوه" أن في أعمالهم تلك نصرة للإسلام بكله، سرحت الجن، سيكون بوسع الواحد من هؤلاء أن يشقي النهار كله في "الجـربة" وبقية اليوم يقضيه في ممارسة قطع الطريق.

على أن هؤلاء لا يقطعون الطريق كهواية، بل لأن كبيرهم الذي صدقوه أخبرهم أن في ذلك نصرة للحق وللإسلام! تحديدا لا يفتقر إنسان مناطق شمال الشمال إلى " الطاقة".هؤلاء " الصديقون" عادة ما يفتقرون إلى كبير لديه اتجاه نحو الحياة، ما جعل منهم – وعلى الدوام- مرجيحة أو "مدرهة" يتناوبها الشيخ والسيد.

 

وعلى سبيل المثال فقط، عندما قامت سبأ ومعين كحضارتين من طينة شمال الشمال، لم يستقدموا مواطنين من الصين ليشيدوا ذلك المجد وذلك المُلك المممتد من مأرب والجوف وصنعاء وعمران وشبام كوكبان وحراز.

الناس هم الناس.. والأرض هي الأرض، لكن لم يعد هناك كبار يقودون هؤلاء الناس أنفسهم ثانية إلى المجد.

 

جد اليمنيين الأول " أسعد الكامل" ولد في "خمر" إحدى مديريات محافظة عمران. ومن "حوث" جاء الموسوعي التاريخي نشوان الحميري، كما أن الشهيد إبراهيم الحمدي باعتباره واحدا من أهم إعلام العصر الحديث، جاء هو الآخر من "ثلا" وثلاثتهم من "عمران" الموسومة الآن بـ"التقطاع".

 

على أن أبناء هذه المناطق لا يحملون السلاح أو يقطعون الطريق كهواية متوارثة مثلا، بل يفعلون ذلك تصديقا لكبيرهم! كبيرهم الذي استغل شهامتهم وأوهمهم - ذات يوم - أن في قطع الطريق خير لنصرة الحق.

وكما في الأمر حق ونصرة للإسلام يقبل هؤلاء الصديقون كالجراد وعمل ياشعب.

 

*اليمن اليوم