الحوثي يدافع عن وثيقة المرحلة التأسيسية المقرة في الحوار الوطني في صنعاء ..

لدي إحساس بأن كل الزوبعة التي تجري في صنعاء ستنتهي بتسوية تلبي مطالب الحوثيين التي هي في الأساس مطالب كانت قد طرحت في الحوار في وثيقة تم الالتفاف عليها وهي وثيقة المرحلة التأسيسية .

طرح أنصار الله وثيقة أسموها بوثيقة المرحلة التأسيسية وتنهي هذه الوثيقة تحالف الأحزاب السياسية مع السلطة مرحلة المحاصصة التي نتجت عن المبادرة الخليجية ..

تبجحت بعض الأحزاب السياسية التي تسيطر على النسب الكبيرة في حكومة التوافق ورفضها جملة وتفصيلا ..

أهم نص في وثيقة المرحلة التأسيسية التي يجب أن تسير أمور البلاد وتنفذ مخرجات الحوار هو الشعار الذي خرج به أنصار الله إلى شوارع صنعاء والداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات وتشارك فيها أطراف سياسية لم تكن طرفا في المبادرة الخليجية ، مثل أنصار الله والحراك والشباب والمرأة والتكنوقراط ..

عقب الحوار وبعد رفض وثيقة أنصار الله استمرت محاصصة الأحزاب السياسية في تقاسم واحتكار كافة المناصب وكأن شيئا لم يحدث ولا اتفاقات تمت في حوار .

تآمر حزب الإصلاح الذي استشعر خطر الحوثيين في حرب دماج على الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء ، وتنصلوا عنه في جلسات البرلمان عندما طالب رئيس كتلة الإصلاح فيه بسحب الثقة عن الحكومة ، غير أن حنكة باسندوة جعلته يقلب الطاولة على جميع الاحزاب المشاركة في الحكومة وطالب مساءلة قادتها لا رئيس الحكومة الذي لم يشكلها اصلا.

استغل الحوثيين غضب الشارع من رفع الدعم عن المشتقات النفطية ودخلوا بقوة بعد أن تمكنوا من تحجيم حزب الإصلاح وذراعه العسكري الفرقة الأولى مدرع ، وقرروا دخول العاصمة صنعاء بشعارات اقتصادية تحمل ورائها عناوين وثيقتهم التي رفضتها الأحزاب التي اعتقدت أن ستكلفت مخرجات الحوار بالالتفاف عليها وإعادة المحاصصة وتقسيم البلاد وإدارتها بين تلك الوجوه التي اعتقدت أنها الوريث الشرعي لنظام علي عبدالله صالح بعد أن ركبت موجة الثورة الشبابية.

الرئيس عبدربه منصور هادي والمبعوث الدولي جمال بن عمر يعون جيدا ما وردت في وثيقة المرحلة التأسيسية التي تقدم بها أنصار الله وتستمر عامين للتهيئة للمرحلة الانتقالية وفقا لمخرجات الحوار ..

غير أن كلفتة المرحلة من قبل الإصلاح وبعض الأحزاب المتمصلحة كالمؤتمر الشعبي العام اعتقدوا أن الجماعة سيقبلوا بهذا الالتفاف ، غير قرار أنصار الله باقتحام صنعاء صدم الجميع ولهذا سيتم العودة إلى وثيقة المرحلة التأسيسية والتي في مقدمتها تشكيل حكومة وحدة وطنية بدون محاصصة هذا ما سيتم ..

وانتظروا الجمعة.

* لطفي شطارة - سياسي واعلامي جنوبي