تساءل قيادي في أنصار الله عن اللجنة الرئاسية المكلفة النزول الى صعدة هل هي لجنة الفرصة الأخيرة وتساءل أيضا .. هل اللجنة تحمل مقترحات وتفويض واضح من الرئيس أم إنها لجنة لإشعال الفتيل لا لجنة لنزع الفتيل, والغرض منها هو تحويلها الى غطاء لحرب سابعة على تيار سياسي بات له تواجد هائل حتى داخل العاصمة صنعاء.
وقال السياسي علي البخيتي في مقالة له نشرته صحيفة الأولى :
اللجنة التي شكلها الرئيس هادي يوم أمس للنزول الى صعدة للقاء عبدالملك الحوثي يتم الترويج لها وكأنها لجنة الفرصة الأخيرة, وهنا من حقنا التساؤل: هل اللجنة ستذهب الى صعدة ولديها مقترحات محددة لحل الأزمة السياسية التي نشأت بعد الخطاب الأخير للحوثي والذي حدد فيه بعض المطالب التي تُجمع عليها شريحة واسعة من اليمنيين؟ هل لديهم صلاحيات للتفاوض مع الحوثي وتياره السياسي؟ هل لديها خطوط عريضة يتحركوا من خلالها؟ أم أننا أمام لجنة كاللجان التي كان يرسلها الرئيس السابق صالح الى صعدة عند رغبته في تفجير حرب جديدة؟.
باعتقادي أن اللجنة اذا لم تكن تحمل مقترحات وتفويض واضح من الرئيس فإنها لجنة لإشعال الفتيل لا لجنة لنزع الفتيل, والغرض منها هو تحويلها الى غطاء لحرب سابعة على تيار سياسي بات له تواجد هائل حتى داخل العاصمة صنعاء.
وجد الإخوان المسلمون "حزب الإصلاح" ومعهم أجنحتهم القبيلة والعسكرية والدينية ضالتهم في التحركات الأخيرة والاعتصامات والاحتجاجات التي دعا لها الحوثي وجيروها وكأنها حصار سبعين جديد, وبأن هدف الحوثي إعادة الامامة عبر الانقلاب على الجمهورية, نفس الخطاب المكرور الذي استخدموه في كل معاركهم مع أنصار الله خلال الأعوام الماضية بدء من كتاف وعاهم ومستبا مروراً بمعركة حاشد وصولاً الى حرب عمران والجوف أخيراً والتي لا تزال مشتعلة حتى الآن.
مع أن الحوثي وفي خطاب القاه قبل عدة أسابيع أكد فيه تمسكه بالجمهورية بل أنه قال أن محافظات صعدة وعمران وصنعاء وحجة وذمار جمهورية, وذكر تلك المحافظات تحديداً على اعتبار أن أي أنشطة او تحركات سياسية فيها يتم اتهام أصحابها بأنهم يسعون الى إعادة الامامة, ووصل الحد بالحوثي الى أن اعلن أن المذهب الزيدي جمهوري حيث قال وبالحرف الواحد "الزيدية الآن جمهورية", وكان يفترض بكل الغيورين على البلد التقاط ما ورد في ذلك الخطاب على اعتباره خطوة تاريخية تجعلهم يترفعون عن اطلاق مثل تلك التهم التي تنقل الصراع من مربع السياسية الى مربع المذهبية والطائفية والمناطقية المقيت.
استغل الإخوان الخطاب الجماهيري الذي القاه الحوثي واستخدم فيه بعض الالفاظ الحادة التي فُهمت كتهديد للحكومة, وعملوا على بث حالة من الرعب في أوساط المجتمع مستخدمين امكاناتهم الإعلامية الهائلة إضافة الى إمكانات الاعلام الرسمي خصوصاً بعد تعيين نصر طه مصطفى وخطيب الجمعة الإخواني فؤاد الحميري على رأس هذه الوزارة التي سرعان ما تم تحويلها الى مطبخ اعلامي للإخوان وللمراكز التقليدية التي تعيش تحت غطائهم السياسي.
قد نختلف أو نتفق حول مدى حدة أو صوابية الألفاظ التي استخدمها الحوثي في خطابه الأخير, لكن لو قارنا بين خطاب الحوثي والخطاب الذي استخدمه الإخوان في العام 2011م لقلنا "سلام الله على الحوثي", فالحوثي لم يدعو الى الدخول الى غرف النوم كما دعا محمد قحطان في 2011م, ولم يدعو الى انقسام الجيش, ولم يدعو بعض الوحدات والقادة لحماية تحركه, الحوثي لم يقتل العميد الكليبي ولم يعتدي على معسكرات الحرس الجمهوري التي تحمي صنعاء كما فعل اخوان اليمن بقيادة منصور الحنق في 2011م مع أن تلك المعسكرات لم تكن طرفاً في أي حرب, الحوثي لم يعتدي على وزارة الداخلية ومعسكر النجدة ولم ينهب الوزارات والمؤسسات التي في الحصبة كما فعل الاخوان المسلمين واولاد الأحمر وعلي محسن في 2011م, الحوثي لم يدعو أنصاره الى اقتحام المؤسسات الحكومية كما دعا بعض قادة المشترك في 2011م.
أعود الى اللجنة وأقول لأعضائها: أتمنى أن لا تكونوا غطاءً لأي حرب جديدة, وأن لا تذهبوا وتعودوا من صعدة ومن ثم تصاغ بيانات باسمكم تحمل الحوثي المسؤولية كما فعلت بعض اللجان أيام الرئيس السابق صالح والتي سُجن بعض أعضاءها في حينه مثل الشيخ صالح الوجمان بعد رفضهم الشخصي ان يكونوا غطاء لأي معركة.
أنتم كأعضاء للجنة أمام مسؤولية تاريخية حتى لو لم تكن لكم أي صلاحيات لكننا جميعاً نؤمل فيكم أن تقودوا وساطة وتنسوا انتماءاتكم السياسية وتتذكروا فقط انكم يمنيون تُهمكم مصلحة هذا الوطن الذي بات على مفترق طرق, فإما أن ننجو جميعاً واما أن تغرق السفينة بما حملت وندخل في سيناريو سوريا أو العراق لا سمح الله.