قبل الوحدة وبعدها بقليل تنافس الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح على الانفتاح وخطف ود المستقلين، أو كما أصبح شائعا بتسميتهم (الفئة الصامتة) هذه الفئة أو الشريحة الاجتماعية هي أولئك الأشخاص الذين عزفوا عن الانتماء الحزبي.. شغلهم عن الانتماء الحزبي اهتمامهم بالتأهيل العلمي والرقي في سُلّم المعرفة والمستوى التعليمي.. فلم يجدوا مساحة زمن للاهتمام والانخراط بالنشاطات الحزبية.. إذاً، تسابق الاشتراكي والإصلاح على شد وجذب هذه الفئة إليهما.. الاشتراكي قبل الوحدة أدخل في (الكوتا) التي عيّن بها شخصيات وكفاءات غير منتمية إليه في التكوينات الرسمية والتنفيذية... إلخ.
ومثل ذلك نافس الإصلاح الاشتراكي في ترشيح عناصر مؤهلة وكُفؤة في أول حكومة بعد الوحدة.. كنا نقول حينها هل هذه الخطوات التي تمت من قبل الاشتراكي والإصلاح هي نابعة عن قناعة اشتراكية وإصلاحية؟!، أم هي محاولة لجذب هذه الفئة إلى حظيرتيهما، خاصة وأن العمل الحزبي الاشتراكي والإصلاحي بعد الوحدة بحاجة لقاعدة أعرض وأوسع عما كانت عليه قبل الوحدة وفي ظل التشطير، لكن ما حدث أن هذه العلاقة لم تدم طويلا لا في الاشتراكي ولا في الإصلاح، والدلائل تقول إن هؤلاء أثنوا على هذه الخطوة لكنهم لم يتجاوبوا معها في الولاء اللاحق.
البعض قد يسألني: أين المؤتمر الشعبي العام من هذا الغزل الذي مارسه الاشتراكي والإصلاح؟!، أقول باختصار إن المؤتمر كان يعتمد على قاعدة عسكرية قبلية واسعة تغنيه عن الفئة الصامتة التي يخشاها في طبيعته ومبادئه!.
فلماذا نقول هذا الكلام هذه الأيام؟! جاءني الخبر اليقين من مصر، درع العروبة وسندها الذي لا يمكن إنكاره من جانب الأمة العربية، ندوة في قناة (المنار) حضرها جمع يمثل الإعام المصري وأحزاب مختلفة، الملفت أن جميعهم قالوا إن المشير عبدالفتاح السيسي قد اكتسح الانتخابات لأنه بدون حزب، لم يدعمه حزب ولم ترعاه كتلة من الكتل التي انشقت عن الأحزاب.. (السيسي) نجح في الانتخابات الأخيرة لأنه انتمى لمصر.. مصر ولا شيء سواها.. هذا ما كان من أمر مصر والرئيس لها (السيسي).. لكن ماذا نقول لوضعنا هنا.. أتمنى من كل قلبي أن يحافظ فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على وضعه كرئيس غير منتمٍ لأي حزب.. لأن الأحزاب تضع مصالح أعضائها فوق مصالح الأوطان.
* الأيام