المرسم الحر والفن الضائع

2014-08-14 20:20
المرسم الحر والفن الضائع
شبوة برس- خاص عدن

 

توقفت صباح اليوم وانا في مدينة التواهي أمام مبنى جميل ونظيف يطل على بوابة الميناء السياحي هو المرسم الحر ويتكون من طابقين .. رافقني شاب وهو فنان تشكيلي خريج معهد الفنون ، يشرح لي اللوحات الجميلة لعدد من التشكيليين اليمنيين الذين ينتمون الى المدرسة الواقعية في الرسم المعبر عن الواقع ومعالم الطبيعة سوا للمدن أو البحر أو الإنسان ..

تحول الفنانين إلى يتامى في بلد لم يعد للفنان مكانة ضمن اهتمامات الدولة والمجتمع ..

لم يعد الانسان ايضا يهتم بالغذاء الفكري من كتب وندوات شعرية ومعارض فنية وأعمال مسرحية ..

أغلقت صالات السينما ونسى شباب هذا الجيل أن مدينة صغيرة كعدن كانت وقبل 25 عاما قبل الوحدة تحديدا فيها من دور العرض السينمائي منها المتخصصة بالأفلام الأجنبية فقط ومنها بأعمال السينما العربية ومنها أيضا للأفلام الهندية ، بل كانت هناك سينما مكيفة بحقات هي سينما بلقيس .

 

أعادني المرسم الحر الى زمن الدولة في الجنوب التي اهتمت حتى بالمواهب والفنية وأرسلت الكثير منهم إلى دول أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق ليصقلوا مواهبهم في فروع الفن المختلفة ..

في الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية والسينما ..

اعتصر قلبي حسرة على مئات الكوادر الفنية المؤهلة تاهيلا عاليا في تخصصاتها المختلفة وأصبحت اليوم مهمشة مهملة في بيوتها.

 

المرسم الحر مبنى رائع ولوحات جميلة ومعبرة ، ولكنه خال من الزوار ، ولم يفكر حتى مدراء المدارس القريبة منه من تنشيط المرسم عبر تنظيم جولات فنية للتلاميذ والتعرف على الفنون التشكيلية ولتوسعة مداركهم أيضا.

 

لم يعد أحد يهتم بالفن .. ولم يعد للفن رسالة يقدمها للمجتمه في بلد لم يعد للإنسان قيمة.

 

والله المستعان

* لطفي شطارة - سياسي واعلامي