أيادي شبابنا تقطع الرؤوس , وأرجل شبابهم ترفع الكؤوس

2014-06-28 15:05
أيادي شبابنا تقطع الرؤوس , وأرجل شبابهم ترفع الكؤوس
شبوة برس- خاص صنعاء

 

 

هذا حالنا اليوم بين الأمم (( أقدام أبناء الكفار ترسم الابتسامة,  تفرح وتمتع وتطرب شعوبهم , وأيدي أبنائنا الخارجين من أرحام أمهاتهم المسلمات , تقطع رؤوس أخوانهم في الدين والقربى والوطن ))

 

 جل  دول العالم القائمة وشعوبها يبذلون قصار جهدهم في أعداد منتخبات بلدانهم لمنافسة شريفة وعادلة تحكمها منظومة من القوانين والقيم من جهة  , ولها من إلهاب الحماسة الوطنية ما يصل عند البعض إلى الهوس وكأنهم في ساحات قتال حقيقية. .

 

 

تتم المواجهات بسلاح عصري حضاري لا يستخدم فيه الكف والساعد والسيف ..ولا السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة  , بل القدم وهذه الكرة المستديرة التي يلتف حول مفعولها المذهل العالم بأسره . . تقيمه وتقعده تفرح شعوب وتحزن شعوب أخرى وكأننا في ساحات قتال ترفع فيها رايات النصر الخفاقة ورايات الهزائم المنكسة دون أن تراق قطرة دم واحدة.

 

واليوم ونحن نتابع أحداث مباريات كأس العالم لعالم 2014 م من الجهة الأخرى للكرة الأرضية (البرازيل) نكتب عن المفارقة التاريخية التي نعيشها نحن شعوب الأمتين العربية والإسلامية في عصر الميديا المذهل وما تقوم به من شحن إعلامي وفكري وإعلاني وهي تستثمر الزمن حتى أجزاء الثانية الواحدة كي تبلغ غايتها القصوى في الكسب من جهة وفي تقديم هذه الكرة المستديرة كترمومتر دقيق وحساس لقياس حال السائرين في ركب الحضارة اليوم.

 

قادة دول ورجال فكر وأعمال ومعظم السواد الأعظم يتطلعون إلى أرجل نجومهم المحترفين المتمرسين المبدعين الذين يقودون كتائب القتال على الساحات الخضراء التي أعدوها لهذه الكرة المستديرة الساحرة.

 

 خلال تسعين دقيقة ترفع رايات النصر هنا ورايات الهزيمة هناك  , شعوب ترقص وتفرح ودول حتى زعمائها يحزنون ويقرون بالهزيمة  , وتطالعنا صحفهم بعناوين النصر والهزيمة على صفحاتها الأولى.

 

شباب متحفزين في ساحات تنافس  حقيقية  . يبدؤون معاركهم برفع أعلام أوطانهم وهم ينشدون النشيد  الوطني لبلدانهم , يعززون بذلك روح الانتماء الوطني يشحذون الهمم وغايتهم إسعاد أبناء أوطانهم وبالتالي رفع الرؤوس قبل الكؤوس عاليا.

 

يمتعون شعوبهم ونحن معهم بجمال الأداء المتقن الذي تأتى لأولئك النجوم بعد تدريب و استثمار كل إمكانيتاهم لتوظيف مواهب وطاقات أبنائهم بكامل قواها الفكرية  والبدنية .

 

ونحن في الواجهة المظلمة من الكرة المستديرة اليوم في المرحلة القصوى من قطع الرؤوس حيث يستمتع ويرقص طربا المهووسين من أبناء جلدتنا وهم يقطعون رؤوس أخوانهم أبناء جلدتهم ودينهم ووطنهم.

 

شباب في عمر الزهور يتنافسون في ميادين النار والبارود السوداء على الذبح و التفخيخ والتفجير وبكل الوسائل المرعبة سيارات مفخخة وسكاكين مثلمة صدئة وبراميل متفجرة كل ذلك وأكثر

 

شباب يزج بهم إلى المذابح الهوجاء عندما تسنى لمجموعة ولعلها منظومة من المهووسين فكريا المغيبين عن صيرورة الحياة وما فطر الله للإنسانية في دار البلاء والوباء والابتلاء

 

التي يبتلي فيها الإنسان والتي إليها أنزل الله كتبه السماوية وأنبيائه ورسله وختمها بخاتمة الرسالات السماوية كتاب الله المجيد قرآنه الحكيم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم (ألم) ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين أيديه ولا من خلفه والذي أوضح للأمة الإسلامية أولا ولكل شعوب الأرض الطريق المستقيم والذي جعل لكل إنسان على وجه الأرض رقيب وحسيب كراما كاتبين يوثقون كل أعمال الخير والشر التي جعل الله سبحانه وتعالى حسابها عنده وبين يديه يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم .

 

هذا هو ديننا الحنيف دين التوحيد الواضح المبين الذي لا إكراه فيه  مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه الكريم ((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.)) يونس 99

 

لكننا اليوم أمام معضلة عقلية فكرية تشوه خاتمة الرسالات السماوية وهدي وسيرة الرءوف الرحيم سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي أرسله الله رحمة للعالمين .

 

فنحن اليوم أمام حفنة من الشاذين فكريا المارقين عقائديا اللاهثين وراء الغرور الذي ألبسهم ظاهريا بمسوح الإسلام والذين هم اشد فتكا وخطرا على ديننا الحنيف بأفعالهم الإجرامية .

 

إنهم يقدمون كل الذرائع لأعداء الأمة المتربصين ويحققون لهم ما لم تقدمة وتحققه الحروب الصليبية مجتمعة إلى اليوم , وعلى طبق من حفنة دم جاهلية .

 

يرتكبون جرائمهم  باسم وبحق مليار ونصف المليار مسلم يشوهون ديننا ويسمرونا وجل المتابعين في جميع بقاع الأرض أمام الشاشات التي تتفنن في نشر جرائمهم وهي تسيل علينا الدماء , دماء أبنائنا الرخيصة التي تسفكها أيادي  أبناء أمتنا الذين هم خرجوا من أرحام أماتهم المسلمات .

 

وضع قمة في الانحطاط الفكري والأخلاقي يزيده شحذاَ هذا الإعلام الرخيص الذي يطل علينا مذيعيه ومذيعاته المخضبة شفاههم بأحمر الدماء على رأس كل ساعة مستمتعين لاهثين من خبر عاجل دامي إلى خبر ذبح مسلم على يد أخيه المسلم .

 

تبدأ نشراتنا بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة  وتنتهي بقنص الطائرات الموجهة والبراميل المتفجرة.

 

أين ما وجهة وجهك, جهة كل قطر عربي أسلامي ونزيف الأرواح والدماء تسيل مدرارا والفارق البسيط بين 50 قتيل و100 جريح هنا , و100قتيل  200جريح هناك , من الهلال الخصيب بالدماء إلى اليمن السعيد بسفك الدماء ومن برقة إلى جوبا إلى المدية من طالبان إلى بوكو حرام ومن القاعدة إلى داعش قتل وذبح وتكفير وتكبير وإجرام .

 

أدمنا منظر الذبح والأشلاء المتناثرة وقوافل الهاربين ومخيمات اللاجئين إلى الحد الذي تحوله هذه المناظر المفجعة إلى روتين يومي نستقيه على رأس كل ساعة مع مائدة الإفطار وعند الغداء وفي حصادنا المسائي المضرج بدمائنا . يا الله لطفك يا ارحم الراحمين.

 

* صلاح الطفي