ما يجعلنا في حيرة وتخبط من الخطاب الاعلامي والسياسي الغير سوي .. هو بسبب غياب "العمل المؤسسي" عند معظم وربما غالبية مكونات الحراك الجنوبي .. التي حل محلها العمل "العشوائي" وغلب وطغى على هيئاتها الصورية طابع "الفردية المطلقة" وبدلا أن تنظم نفسها "تنظيميا" تحولت من مكونات في طور التكوين السياسي والتنظيمي بعد عملية التفريخ التي مست مسيرة الحراك الجنوبي الى مكونات مفرخة ومفصلة تبعية الولا والطاعة بسبب دخولها مزاد "الشخصنة" التي افقدتها بريقها الوهاج واضعفت فعلها السياسي والوطني والاجتماعي .. الذي كان ينبغي أن يواكب حركة المد الثوري والغليان الشعبي بتطوير وتنوع اشكال نضالها السياسي المتجدد والمتعدد ..
تحولت الى مجموعات تبعية وضعت على رأس واولويات اهتمامها "التعصب الفردي " والتزمت والمزايدات السياسية والولاءات الضيقة فوق كل اعتبار.... دون اي مراجعة او تقييم او تطوير لاشكال النضال السياسي والثوري المعروفة في هكذا منظمات وتجارب اخرى .. وتحول نشاطها الى مجرد عمل موسمي غلب عليه طابع الاحتفاليات "الكرنفالية" الخطابية الدوارة.
ولما تركه من سلبيات ضاره افقدت الحراك الجماهيري فاعليته بسبب غياب الهيئات" المؤسسية " بسبب تغلغل النزعة الانتهازية عند بعض المتسلقين ممن ركبوا موجة الحراك وهيمنوا على مكوناته بتجنيد وحشد الولاءات اصبحت تميز وتعرف وتسمى وتفاخر علنا بمسميات الممولين الرعاة .. كمكون فلان وجماعة وتيار فلان وانصار فلان .. وكأنها مجرد ميليشيات فوضوية يقودها جنرالات العسكرتاريا السياسية .. مع الاسف الشديد.
هذا الخطاب السياسي والاعلامي السلبي بتعدد الزعامات والولاءات والشخصنة المطلقة يوجهه نشطاء الحراك عند كل حفلة "كرنفالية تنكرية .. ببروز الخلافات على مجرد اختيار لجنة "تحضيرية" منظمة للمناسبة.. مهمتها مؤقته وعابرة في سويعات.. نتيجة هذا التشتت المزري.
ومع اتساع دائرة الهوة والتباعد ودخول لعبة المكايدات والمزايدات بين المكونات التي القت بظلال اثارها السلبية على الجميع ..
لنأخذ حالة العميد النوبة .. عندما توارى عن المشهد القيادي وفضل عدم الدخول في المناكفات .. قالوا عنه الرجل "باع" .. وعندما استشعر مخاطر هذا الهوان والتململ وقرر الاتصال واللقاء بالرئيس "الجنوبي" الحالي والمبعوث الاممي وذهب الى "صنعاء"ولاول مرة منذ انطلاقة الحراك .. قالوا "خان" !
بينما يرون أنفسهم صفوة الشرفاء والانقياء .. دون أن يقدموا لنا "كشف حساب" كما طالبهم بذلك القيادي البارز السباق والمفكر السياسي والقانوني استاذ القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف .. الذي طالبهم بتقديم كشف حساب .. وماذا فعلوا طيلة (20) عام منذ حرب الاجتياح وحتى اليوم ؟!
هذه هي ردة الفعل الخاطئ نتيجة العمل السياسي السلبي وغياب العمل السياسي المؤسسي "التنظيمي" والجامع الذي حذرنا وما نزال نحذر من مخاطره على مستقبل الجنوب المستباح وشعبه المضطهد وثرواته المسلوبة ووطنه المغتصب .. اللهم أنا بلغنا .. اللهم لا شماته !