نساء ورجال مؤسسة أكتوبر والدرس البليغ للفاسدين والمتسترين عليهم

2014-06-08 10:17
نساء ورجال مؤسسة أكتوبر والدرس البليغ للفاسدين والمتسترين عليهم
شبوة برس- خاص عدن

 

ذات يوم قلت عبر حوار مع مجموعة من الناشطات الجنوبيات على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وهن مع زملاء من الشباب كان يعدون لمسيرة الشموع التي جرى تنظيمها قبل أسبوع تقريبا احتجاجا على انقطاع الكهرباء المستمر في عدن ، باني ارى النساء أفضل من يستطيع قيادة الحراك الجنوبي في ظل تشتت الرجال وعدم قدرتهم على توحيد كلمتهم في قضية واضحة وضوح الشمس ، وأشرت حينها ان العالم يريد قيادة موحدة ومشروع يتفق عليه غالبية الجنوبيين ، وقلت ان النساء افضل من سيصلن بقضيتنا بسرعة لان أصوات النساء اذا عملن بعقلية سياسية متميزة سيكون له تأثير سريع خاصة مع الدول المتقدمة التي نسعى الى ان تقف مع قضيتنا العادلة ودعمها سياسيا في جميع المحافل الدولية .

 

يوم امس اثبتت النساء في مؤسسة ١٤ أكتوبر ان الصوت النسائي العقلاني والمنطقي سينتصر اذا ما وجد الى جانبه صوتا رجاليا متزنا ومتحالفا يدا بيد مع زميلته المرأة ..

انتصرت المرأة الى جانب زميلها في تحدي البندقية التي ارسلها محافظ عدن وحيد الغير رشيد ..

انتصرت المرأة وزميلاه امس في مؤسسة أكتوبر عندما وحدوا كلمتهم وتمسكوا بهدفهم في تطهير المؤسسة من الفاسدين الذين وجدوا حماية من ممثلي السلطة في المحافظة وهي بدون شك تصرفات رعناء من قبل محافظ همه البقاء في منصبه بالقوة المفرطة التي بدا يمارسها على المسؤولين في المؤسسات الحكومية في عدن ..

فبالقوة اخرج مدير ميناء عدن من موقعه وهو المعين بقرار رئاسي وطرد مدير مؤسسة المياة في عدن على الرغم من رفض وزيره هذا التصرف من قبل المحافظ في ابعاد رجل انتصر له القضاء لإعادته الى منصبه ومع هذا رفض المحافظ ذلك ، لا ادري لماذا صمت على تصرفات وحيد في عدن ولجوئه الى استخدام القوة واقحام العسكر في حل خلافات ادارية ، مع انني لم اسمع ان محافظا في الشمال استخدم القوة على مؤسسات مدنية في محافظته باستثناء عدن التي تعيش أسوأ مراحلها في ظل حكم وحيد وغير رشيد ..

تصرفات المحافظ في عدن أصبحت غير مقبولة بل ومستفزة لإرادة الناس ..

أعيد وأقول ان نساء عدن وشبابها قدموا امس درسا لكل مستهتر ان القوة لا تعني الحق واستخدامها يعني ضعف الحجة والمنطق في مواجهة مطالب الناس الحقيقية .. ماذا اقترف عمال وعاملات مؤسسة أكتوبر امس الا دفاعهم عن مؤسستهم من المستهترين والفاسدين والعابثين بالمال العام ..

كان الأحرى بالمحافظ بدلا من ان يأتي بالعسكر لمواجهة عمال المؤسسة وفي مقدمتهم النساء ان يأتي بزهور لهن وبمكافأت على موقف العمال في رفضهم للفاسدين والمستهترين بحقوق الناس ، لا ان يقف وبهذه الصلافة والوقاحة الى جانب من يريد ان يأكل حقوق العمال ويسلبهم أموالهم ويتصرف بالمؤسسة وكأنها ملك شخصي له ولأسرته ..

احني راسي لنساء ورجال مؤسسة أكتوبر الذين قدموا امس بوقفتهم الشجاعة درسا يجب ان يستوعبه بقية المستهترين وألفاسدين في كل مؤسسات الدولة ..

أكتوبر المؤسسة التي تعلمت فيها أبجديات العمل الصحافي ومنها انطلقت الى العالم أعطت امس درسا لكل فاسد ولكل متواطىء مع الفاسدين او متستر عليهم ، ان الاعلام لن يكون مكاناً الا لأصحاب الضمائر الحية التي تحمل رسالة سامية للدفاع عن حقوق الناس..

شكرًا للصحفيات والصحافيين في مؤسسة أكتوبر لقد دافعتم امس ليس على حقوقكم ومؤسستكم فقط ، بل على مهنيتكم واستقلاليتكم وأوصلتم رسالة قوية لكل الظلمة وألفاسدين بان الحق ينتصر اذا تماسك الجميع رجل وامرأة حول هدف محدد ودون الانتقاص من الاخر .

 

* السياسي والاعلامي لطفي شطارة