حصون في وادي جردان - شبوه
وتبقى حضرموت عصية على الابتلاع كما استعصت على الاندثار ...
فمن فرضت على التاريخ ممسكاً على اسمها دهورا واحقاب ,
حريّة بان تدحر كل القادمين من المغول الجدد
حضرموت مهلكة الطغاة ! وأقصد بحضرموت ما أصطلح على تسميته بالجنوب ،فعندما قرر الأمويون الانتقام من الثورة الحضرمية على الظلم الذي تجاوز مداه كانت هذه الثورة بقيادة الفقيه طالب الحق الكندي كانت أيام نهاية الامويين تقترب وقد عجلت نتائج ثورة الكندي بزوالهم .
أما معن بن زايدة الذي ولي أمر حضرموت للعباسيين وبعد أن قسى كثيرا على حضرموت وجفف عيونها واعطش ماءها واحرق زرعها وجفف ضرعها ،كانت نهايته القتل .
وعند ما شن الهولنديون حملاتهم على عرب حضرموت في جزر الهند الشرقية لنشرهم الاسلام ولتأثيرهم القوي بقيمهم الفاضلة على الاندونيسيين قامت الثورة في اندونيسيا واطاحت بحكمهم .
ولعل حضرموت آخر ما وصلت اليها الامبراطورية البريطانية التي ملكت قرابة نصف العالم لتصبح الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس انحسرت هذه الامبراطورية بعد ذلك وتقوقعت في جزيرتها .
وعند ما حاول البلاشفة الروس ان يزعموا ويسيدوا حثالة القوم في حضرموت للتنكيل بالمجتمع وسحل العلماء والزعامات القبلية وأبادت ونكلت بالقوى السياسية الاخرى في حضرموت وهد ثقافتها وهدم عراها وهويتها الاسلامية القوية، عجل كل ذلك بنهايتهم .
وعند ما زرع محمد اسماعيل الفتن ووظف الطائفية ونهب البلاد كانت نهايته الموت المخزي على تخوم صحاري هذه الأرض الطاهرة .
وعند ما عملت عصابة الأحمر على نهب خيرات هذه الارض واستضعفت اهلها وفرقتهم شيعا ليضرب بعضهم رقاب بعض، تداعت جدران ملكهم وقوض الله من يهدم سلطانهم الذي اسس بنيانه على النهب وعلى تجويع شعبهم وافقاره وتجهيله .
وعند ما يحاول الارهابيون النيل من حضرموت الأكثر بقاع الأرض تمسكا بالمحجة البيضاء سيكون لهم - أي الإرهابيين وان تعددت الوانهم واشكالهم - الخسران المبين في الدنيا والأخرة وستكون حضرموت مثواهم الأخير ولهم بئس المصير..
بلا شك تستحق حضرموت ان تكون حرما للأمة الإسلامية بما قدمته مخرجات مدرستها الدعوية من جعل نصف المسلمين في هذه المعمورة يسجلون في صحيفة أهلها الذين نشروا الدعوة متأسين بخير الخليقة عليه أفضل الصلاة والتسليم خلافا لمن يسعون في الأرض فسادا ويسفكون الدماء، الذين يهدفون بدعوتهم الشيطانية إخراج الناس من دين الله افواجا شاء من شاء وكره من كره.
فحضرموت مهلكة الخوارج والطغاة والمارقين عن الدين والقيم التي جاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ليتممها خلافا لهولاء الذين يريدون لنا أن نكون أسوأ حالا من الجاهلية الأولى .
* الروائي : حسين حسن السقاف
وادي حضرموت - حريضه