ليس ثمة تفسير لما يتمتع به عناصر تنظيم القاعدة من القدرة على الدخول إلى المعسكرات ومقار قيادة المناطق العسكرية والقيام بما يحلو لهم من عمليات هجومية والخروج منها بسهولة ويسر " كما تخرج الشعرة من العجين " والفرار دونما أية إصابات في صفوفهم في أغلب الأحيان ليس هناك تفسير لهذا سوى أن عناصر القاعدة يرتدون " قبعات الضفادع " التي تساعدهم على الأختفاء والأختباء عن أعين الناس .
هناك قصة تروى بين الناس في حضرموت بأن من وضع قبعة على رأسه من جلود الضفادع فإنها تعمل على
إخفائه عن أعين الناس وتمكنه من الأختباء وعدم رؤية الآخرين له .
ربما أن هذه القصة لم يكن أحدا يبالي بها في السابق كونها من القصص الغريبة والحكم المستحيلة التي تروى وتتداول بين الناس في المجتمع الحضرمي ، بيد أنه ومع تطور الناس في اللجؤ إلى أساليب جديدة لاستخدامها في أغراض متعددة لم يكونوا أنصار الشريعة في حضرموت بعيداً عن هذه الحياة التي علمتهم كيفية أنتقاء الأساليب المناسبة وأختيار الفرص السانحة للقيام بعمليات هجومية دون أن تشعر قوات الجيش والنقاط العسكرية الممتدة على طول خط حضرموت بقدومهم أو تحس بهجومهم .
أمراٌ محيرا هو حال هذه النقاط العسكرية التي تعرض عضلاتها ليل نهار على الأبرياء والأطفال والنساء والضعفاء في حضرموت ، وتعمد وبأساليب وحشية إلى استفزاز المواطنين وتتعمد إذلالهم وسبهم بأسواء العبارات وشتمهم بلسان السوقيين الجدد الذين لا يتقيدون بأخلاق ولا أدب ولا أحترام تجاه الضعفاء المساكين من أبناء بلدهم .
مرور عناصر القاعدة من أمام هذه النقاط التي باتت ترتجف خوفاً حتى من ذكر اسم هذا التنظيم - بصرف النظر عن ما إذا كان خاطئاٌ أم مصيباً - إلا أنه استطاع أن يقذف الخوف والرعب في قلوب أعداء الأطفال والنساء والأبرياء الذين لا نرى شجاعتهم ورجولتهم إلا على المواطنين المسالمين كما حدث في حارة البدو وحي الشهيد خالد من أعتداءات وحشية كانت قوات الجيش تمثل دور البطل فيها بينما المواطنون الأبرياء منحتهم هذه القوات دور المجرمين الذين يستحقون العقاب .
يقول أحد الزملاء الكرام كنا في حراسة في نقطة بروم التابعة لقبائل يافع حضرموت غرب مدينة المكلا فمروا من عندنا عناصر تنظيم القاعدة مسلحين في السيارات فلما مضوا صادفوا في طريقهم رتل من المدرعات والأطقم والمصفحات العسكرية فبدلاً من أن يقوموا أفراد الرتل العسكري بمواجهتهم وإلقاء القبض عليهم - إن كانت السلطات جادة في ذلك - قاموا برن صفارات المصفحات لعناصر القاعدة لتحيتهم والسلام عليهم ومضى القوم كلاً في طريقه ، بيد أنه لم يذكر هل خرج هؤلاءِ الجند لضرب تحية سلام وتعظيم عسكري لأفراد القاعدة أم لا !
لا ندري هل رأى جنود الجيش عناصر القاعدة على أنهم موكب وزاري حتى يلقوا إليهم السلام أم أنهم حريصون على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمر ألمسلمين بإفشاء السلام بينهم ، وإذا كان كذلك لما لا تفشي هذه القوات هذا السلام للمواطنين الذين يمرون من أمام نقاطهم العسكرية حتى يكونوا أكثر حباً لهم ذلك أن السلام يبعث على المحبة ؟
أم أن قوات الجيش لا تعرف أن تسلم وتحيي سوى أفراد القاعدة الذين يمرون من أمامهم بمواكب حافلة بالعناصر المسلحة لكي تحظى هذه القوات بأحترامهم ومحبتهم حتى لا تهجم عليهم هذه العناصر مرة أخرى كما يحصل في حضرموت .
من يدري فلربما عناصر تنظيم القاعدة الذين مروا من أمام هذا الرتل العسكري هم أصلاً واضعين قبعات الضفادع التي أخفتهم عن أعين قوات الجيش ، ولكن يبقى السؤال إذا كان هو ذا ما حدث فلماذا قامت قوات الجيش بالمبادرة في إلقاء السلام على هؤلاءِ العناصر إذا لم تكن قد رأتهم بسبب القبعات التي أرتدوها ؟
أم أن سلامهم وتحيتهم كانت تنشرها طوال طريقها على الحجر والشجر الواقعة على جانبي الطريق ؟
الرعب الذي أصاب قوات الجيش والأمن نتيجة لهجامات القاعدة لم تستطيع هذه القوات أن تبحث له عن متنفس يروح عنها سوى اللجؤ إلى القيام بالأعتداء على المواطنين الأبرياء هنا وهناك حتى تشعر بأنها ما زالت قوية أمام القاعدة التي تصول وتجول في البلاد رغماً عن أنف الجيش اليمني المنتصر في وسائل الإعلام الرسمية والمنهزم واقعياً أمام تنظيم القاعدة دون الكشف عن أسباب ذلك .