نشر موقع "يمن لايف" في بواكير مايو الجاري موضوعاً عنوانه "الحرب على القاعدة" للزميل نبيل الصوفي، وكان المدخل للموضوع غريباً وانتهى بمدخل غريب، وهو المدخل الجنوبي، وتوسطه استفسار غريب رد عليه البرلماني التعزي عبدالسلام الدهبلي .
يطالب الزميل نبيل القارئ بالاقتراب علشان يشوفوا خطاب القاعدة، وخطاب من يكافحونها، فلا تجد فرقاً لأن تغاير لون الدلو مع لون آخر لا يعني شيئاً، لأن المضمون هو الماء، ووجه الغرابة في ذلك أن الزميل نبيل حدد ثلاثة ألوان للولاء، أصفر وأخضر وأسود، ولا أدري لماذا تحسس من اللون الأحمر .
القوى المتنفذة ممثلة بحاشد لتفيق في سنحان تنفذ سيناريو ينتهي بعودتها إلى السلطة، وهي غير معنية بتنظيم القاعدة، لأنه لم يمس أفراد قبائل حاشد وبكيل، باعتبارها بني همدان، لأن حاشد بن همدان وبكيل بن همدان شقيقان وقبراهما في خيوان، ويعني ذلك أن تنظيم القاعدة مبرمج على الجنوبيين فقط، وعلى نطاق واسع وبالتعبير الروسي "بنياتنا" أي مفهوم الكلام.
لماذا كل هذا التكالب على الرئيس هادي يا نبيل؟ هل لأنه قال "ليس لدينا جيش بل مليشيات مع أحمد علي أو علي محسن؟" الرئيس هادي لم يأت بشيئ جديد فهذا يزيد صايغ، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في دائرة دراسات الحرب في كلية "كينجز" بلندن الصادر ضمن أوراق كارينجي مجلة "الوطن العربي" 9 ديسمبر 2009م ومن ضمن ما ورد أن جهاز الأمن اليمني يعكس حقيقة تركز السلطة في يد جماعة من أقارب الرئيس علي عبدالله صالح، قبيلة سنحان، وبعد توحيد شمال اليمن وجنوبه في العام 1990م حدث فشل ذريع في دمج الأجهزة الأمنية للشطرين ساهم في نشوب حرب أهلية خطيرة 1994م وجرى بعد ذلك إحالة قسرية للتقاعد لكثير من العسكريين في الجنوب .
الرئيس هادي يا زميلي نبيل لم يأت من الشارع ولم يأت على ظهر دبابة، إنما جاء بمباركة إقليمية ودولية أثمرت في قيام انتخابات توافقية في فبراير 2012م أعقبها تشكيل حكومة توافق وطني وأظهر الرجل مرونة كبيرة في التعامل مع حيتان القبيلة، وبموجب اتفاق سري معهم صدرت قرارات عسكرية قضت بتخصيص "25" مليون ريال شهرياً مع "15" ألف لتر وقود لعلي محسن وعشرة ملايين ريال مع "6" آلاف لتر وقود لأحمد علي واعتماد "5" آلاف جندي مع مخصصاتهم كحراسة للواء الأحمر وألفي جندي حراسة لأحمد .
عمل الرئيس هادي كل ما في وسعه لرأب الصدع والتدخل لحل إشكالات كبيرة تعرضت لها قيادات قبلية، فهذا حميد الأحمر تحتجزه السلطات المصرية قبل أكثر من عام لتدخله في شؤون مصر الداخلية، فاتصل الرئيس هادي بنظيره المصري ونتيجة للوساطة تم إطلاق سراح حميد بعد أن وقع على تعهد بعدم العودة إلى مصر .
نقلت كل وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية تصريحاً في نهاية يناير 2014م للرئيس هادي قال فيه: "لن تمس الوحدة، وأنا على كرسي السلطة" وللأمانة انزعج السواد الأعظم من شعب الجنوب من ذلك التصريح وأنا أحدهم، لأني من المؤمنين بحق تقرير المصير لشعب الجنوب، أو على أقل تقدير قيام دولة مكونة من إقليمين شمالي وجنوبي في إطار حدود عام 1990م عدة سنوات على أن يحدد شعب الجنوب حقه في تقرير مصيره بقيام جنوب فيدرالي جديد، ينهي طغيان القبيلة في الشمال أو الجنوب، ورد الاعتبار لعدن التي أهدرت حقوقها بعد 30 نوفمبر 1967م .
أما تدمير أبين بصورة أكبر مما تعرضت له شبوة، فإن ذلك قد حدث في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأصبحت أبين – آنذاك – خراباً تنعق فيها الغربان .. فلماذا التركيز على أبين وشبوة الآن؟! .
ولم تهمسوا ببنت شفة عام 2010م عندما قالت الداخلية في نهاية أغسطس 2010م بأن العناصر الإرهابية ستظل مطاردة وملاحقة على مدار الساعة .
وفي نفس الفترة قالت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية: "القاعدة لا تهدد النظام اليمني، بل تجلب له الموارد" والمعروف أن الموارد مصدرها اختطافات الأجانب التي وقف ويقف وراءها حيتان كبار .
أيها الزميل أنت سيد العارفين بأن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وصحف بريطانية وأمريكية قد أفادت بأن اليمن يرتكب جرائم ضد الجنوب بدعوى محاربة الإرهاب .
وأنت أيضاً سيد العارفين يا نبيل بالقوى المتنفذة التي وقفت ولا تزال تقف وراء تعثر أعمال الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته، وبلغ الاحتقان ذروته عندما هاجم المبعوث الأممي جمال بن عمر حزب المؤتمر ووصفه بأنه يمارس الابتزاز وسيذهب المفسدون إلى مزبلة التاريخ، ورد مؤتمريون عديدون على المبعوث الأممي وفي مقدمتهم يحيى الراعي رئيس البرلمان وقال، فليذهب جمال بن عمر إلى المزبلة التي تحدث عنها .
وعن استفسارك يا نبيل عما إذا كانت هيكلة القوات المسلحة ستؤدي إلى مزيد من النتائج السلبية، اسمح لي بأن أقول لك بأن استفسارك هذا مردود عليك في حوار أجرته الزميلة "حديث المدينة" مع البرلماني عبدالسلام الدهبلي الذي قال: جمعية علماء اليمن تابعة للمؤتمر وهيئة علماء اليمن تابعة للإصلاح، نحن بحاجة إلى هيكلة العلماء أولاً قبل هيكلة الجيش .
أما حديثك عن أغلب الحوادث الإرهابية تأتي من المدخل الجنوبي لأمانة العاصمة، فهذا حديث مردود عليك، لأن أكبر مستودعات أو مخازن الحرس الجمهوري يقع عند المدخل الجنوبي لأمانة العاصمة والذي تعرض للسرقة بكامله ولم يبق منه شيئ، وهارد لك يا نبيل .
نسأل الله أن يهدينا وإياك يا نبيل إلى سواء السبيل .. آمين .