الوجه الآخر للمعركة

2014-05-05 20:52

 

عبث نظام 7 يوليو بالجنوب واستهتاره بأرواح الناس في مناطق ومحافظات جنوبية عدة سيما أبين وشبوة ،وتآمره باتجاه تسليم هذه المناطق للإرهابين وإطلاق أيدي المتطرفين باتجاه نشر أفكارهم المتشددة بدعم قوى ومراكز النفوذ من مشائخ الدين والجهاديين،هو ما أوصل البلد إلى هذا الحال وخلق فكرا متطرفا وبيئة خصبة للإرهاب.

 

اليوم بالإمكان إن يحسم الجيش المعركة ،بجهود القادة الصادقين الذين يخوضون حربا جادة ضد الإرهاب وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي ،لكن ذلك لا يكفي ولن يوفر معالجة نهائية للمشكلة لأسباب عدة أهمها إن حسم المعركة سيكون بتوقف المواجهات إلى أجل آخر كما حدث في أبين فيما سيظل عناصر هذه الجماعات قنابل موقوتة يمكن استخدامها غدا في أي لحظة.

الحديث عن عناصر أجنبية تقاتل إلى جانب العناصر المسلحة على قدر ما فيه من صحة إلا انه ليس بالتشخيص الدقيق للمشكلة كون هناك الآلاف من أبناء مناطق الصراع هم وقود هذه المواجهات وهم قادتها، وبالتالي فهزيمتهم ليست سوى عودتهم إلى حياتهم الطبيعية وليس القضاء عليهم كما حدث في أبين .

 

الحرب مع التطرف والتشدد هي حرب فكرية وثقافية أكثر من كونها حرب عسكرية فالفكر لا يواجه إلا بالفكر ومن يواجههم الجيش اليوم أغلبهم من أبناء المحافظتين ما يعني ان ليس بمقدور أي قوة إن تقتلعهم من أرضهم وهم ان هزموا اليوم ربما سيكونون غدا أكثر قوة وقد يحسمون المعارك لصالحهم خاصة مع تزايد ضعف وهن هذه الدولة المشغولة بقمع الفعاليات السلمية .