أهداف فرعية

2014-03-18 06:27

    

في كل ثورات العالم وفي كل بقاع الأرض حين تعيش دولة تحت استعمار دولة أخرى تبقى المطالب الأساسية للوطن وتلمس احتياجات المواطن من توفير خدمات وتحسين حالته المعيشية حاضرة في كل مطالبهم.

 

ويبقى الهدف الأسمى والأول هو الاستقلال والتحرير لكن يجب ألا نغفل عن الأهداف الفرعية والتي يجب أن تتم المطالبة بها وتقع بدرجة أساسية على جنوبيي السلطة والتي منها المطالبة بالحقوق المسلوبة للمواطن وتحسين الخدمات الرديئة التي تقدم له مقابل ضرائب وفواتير باهظة تجبى منه ،ولن يتم ذلك بشكل ملموس وقوي مالم يكن هناك تمثيل سياسي وتواجد قوي في المشهد السياسي اليمني يساهم في انتزاع شيء من الحقوق.

 

وتظل حكومة صنعاء بكل مساويها مطالبة ومجبرة بتحقيق تلك المطالب وإعطاء المواطن ولو بعضا من حقوقه وهذا لن يتحقق إلا على أيدي من يؤمن بقضية وطنه وأهله وليس شلته وحزبه  .

 

ثم أليس خيرا للجنوب والجنوبيين أن تتحمل حكومة صنعاء التي تتحكم في ثروات ومقدرات الجنوب إنشاء المشاريع التنموية الكبرى و تحسين الخدمات العامة التي يحتاجها الجنوب أم نترك الثروات يستفيد منها من ينهبها و يبقى الجنوب فقيرا في بناه التحتية كافة ويعيش أهله الضيق و البطالة وضنك العيش ؟؟

 

إن تحسين الأوضاع لوطننا الجنوبي والمطالبة بمزيد من السيادة والتصرف في الثروات هو الشكل الأكثر فاعليه في الثورة للحصول على حقوق الجنوبيين وعليه فإن التمثيل السياسي والتواجد في المشهد لرجال أقوياء  يعد  ركيزة هامة في الضغط وتشكيل قاعدة يتكأ عليها عند المطالبة بحقوق الجنوب وأهله.

 

فلابد أن يتم التعامل سياسيا مع حكومة العربية اليمنية وأن تحضر الشخصية الوطنية الجنوبية الثائرة في المشهد السياسي اليمني طالما لازلنا نعيش تحت حكم هذه الدولة ليساهموا في انتزاع ابسط الحقوق لشعبهم ويتعاملوا مع الطرف الآخر بندية متساوية وعندها سيعرف العالم قضية الجنوب بشكل أوضح.. وعندها سيحصل الجنوب على شيء من حقوقه المهدرة من سنوات طوال .

 

أيهما أفضل أن يظل الجنوب والجنوبيين تحت حكم استعمار ووحدة بالإجبار وفي نفس الوقت يذوق الأمرين من حالات الفقر والجوع والمرض والانفلات الأمني وتدني الخدمات في كل الأصعدة ويظل مجبرا أن يتحمل ضرائب وتسديد فواتير تفوق ما يتم تقديمه له من خدمات في حين تذهب تلك الملايين من عرق الشعب الجنوبي ومن ثروته للخزينة اليمنية أو  لجيوب القوى المتنفذة ، وفي نفس الوقت يظل المواطن الجنوبي  يدفع الثمن ؟

 

أم يتم التعامل مع هذا النظام بشخصيات وطنية حقيقة تدافع عن الحقوق وتحصل للمواطن الجنوبي على أفضل حياة كريمة يمكن أن يعيشها بما حبا الله بلادنا من ثروات ومقدرات كفيلة أن تجعل الشعب الجنوبي في قمة الشعوب المرفهة اقتصاديا؟

 

في تقديري أن  ثوار فنادق الخمسة نجوم و ثوار القصور والشاليهات لا يحسون  بما يعانيه الشعب ولا يفكرون أصلا بما يحتاجه من خدمات الآن بل وضعوا لهم هدفا عريضا البسوه ثوب الوطنية وسموه الاستقلال وهو في حقيقة الأمر هدفا شخصيا لاستعادة مجد تليد بالنسبة لهم وتأمين مواقع تليق بالبنين ،  وأما الحقيقة فالشعب هو من يريد الاستقلال من مخلفات ماضيكم لأن الشعب هو من يدفع الضريبة الباهظة للفكاك من الأسر الذي أوقعتموه فيه ،   الشعب هو الذي يريد الخروج من السرداب ومن النفق المظلم  الذي أدخلتموه أنتم إليه .

 

هم فقط يحركون الشارع مطالبين بحق واحد فقط  ومتناسين بقية الحقوق التي يحتاج إليها الشعب ليواصل كفاحه ومسيرة حريته حتى لو بقي المواطن البسيط يتجرع البؤس لعقود فلا خدمات صحية   متوفرة بالشكل الذي يجب أن يحصل عليها  الإنسان البسيط،  ولا تعليم جيد ينهض بالعقول ، ولا خدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي  واتصالات وانترنت متوفرة بحدها الأدنى ، وفوق ذلك آخر الشهر فواتير تقصم الظهور ، وفوق هذا وذاك فقر وبطالة تطال معظم فئات الشعب على الرغم أن أرضه  تمد الخزينة  اليمنية بمليارات الدولارات من ثروات نفطية وسمكية كبيرة لدرجة انك تجد سعر السمك في صنعاء أرخص من سعره في عدن أو في المكلا  !  .

 

نسعى جميعا للفكاك والخلاص ولكن تبقى هناك حقوق آنية وعاجلة للمواطن يجب الحصول عليها ، فحصول المواطن الجنوبي على حقوقه التي يجب أن تكون لأنه صاحب الثروة تجعله يجدد نشاطه الثوري ومن خلاله تخرج لنا العديد من العقول المتفتحة التي ستمد مسيرة الثورة بنظرة أكثر سعة في الأفق وجودة في الطرح .

 

من المحزن أن تظل بعض الزعامات   في القصور المشيدة يجبون الملايين  باسم ثورة الشعب والشعب يتجرع القهر ويدفع بأبنائه قرابين ليصعد على أشلائه من كانوا سببا في بلائه ويدفع فاتورة الحرية الباهظة بمفرده فهذا هو الاستغلال بعينه وكأنه كتب على الشعب الجنوبي أن يظل طوال تاريخه ألعوبة بأيدي   أنانيين لم يفكروا يوما باحتياجات المواطن البسيط بل استخدموه كسلم يصعدون عليه نحو أهدافهم الشخصية التي يلبسوها دوما عباءة الوطنية والوطنية منهم براء.

 

هل ستدرك عقولنا ما غاب عنها بسبب العواطف الجياشة فتحقق الاستقلال الذاتي لتنال الاستقلال الكلي من اقصر الطرق وتحقيق أهداف الوطن لنيل حريته وكرامته أم أنه مجرد نضال من أجل تحقيق أهداف زعامات خاوية لم ينل منها الوطن خيرا .