في 21فبراير 2012م أقرت المبادرة الخليجية لحل أزمة أجنحة الحكم المتصارعة في العربية اليمنية مسرحية انتخابية هزيلة لإضفاء شرعية لرئيس توافقي تم تعيينه وفقا لتلك المبادرة ولنزع فتيل الصراع المحتدم بين فرقاء بني الأحمر.
وأرادوا تعميم النص المسرحي الهزيل في محافظات الجنوب التي خرجت عن بكرة أبيها تعلن رفضها المشاركة في تلك المسرحية فكانت النتيجة أن شعب الجنوب كان في الموعد وأعلنها أن مشروع صنعاء لن يمرر في الجنوب ، مما جعل وسائل الإعلام التابعة للنظام تمارس دورها التضليلي وتعلن عن أرقام ونتائج كاذبة لا تنطلي إلا على بسطاء الأفهام فما بالك بشعب حدد مساره وعرف طريقه.
وفي 21فبراير 2013م أراد شركاء الحكم أن يحتفلوا بمناسبة مرور عام على تلك المسرحية على اعتبار زعمهم أنها كانت حرة نزيهة !! انتخابات جرت بين شخص ونفسه أي بدون منافس وقد تم تعيينه سلفا فكيف نزيهة وكيف حرة إنها بلد العجائب.
لم يحتفلوا في عاصمتهم صنعاء بل أرادوا أن يكون احتفالهم في عدن ليعطوا صورة مكذوبة للإعلام الخارجي بأن الجنوب مازال تحت الوصاية.
وأن الاحتفال في عدن عاصمة الجنوب تأكيد لشرعيتهم الزائفة وفعلا أقاموا احتفالهم في عدن لكن على أشلاء عشرات الشهداء و دماء المئات من الجرحى من أبناء الشعب الجنوبي التي تصدت لهذا الاحتفال بمسيرات سلمية قابلتها آلة الحرب بالرصاص الحي وبشتى أنواع الأسلحة ويخرج أتباع الحكم في صنعاء ليقولون أن من حقهم أن يحتفلون في أي مكان؟ لماذا لا تحتفلون في ميدان السبعين وبوجود من تحتفلون به؟ لماذا الإصرار أن تكون عدن هي موقع الاحتفال ؟! وفي 21فبراير 2014م وبعد أن أعلن الجنوبيين رفضهم لمخرجات الحوار اليمني في موفمبيك ووثيقة بن عمر أرادوا أن تكون عاصمتهم من تحتضن مليونية رفض المخرجات اليمنية وليصل صوتهم للعالم من خلال مليونية تمارس حقهم في الرفض بطرق سلمية كما دأبت على ذلك ، وهنا تدخلت آلة القمع لتجعل من عدن الهدوء والسلام منطقة عسكرية بالكامل يتم فيها مطاردة كل الجماهير التي توافدت إلى ساحة العروض فاستخدمت كل الوسائل المحرمة تجاههم ولم يسلم حتى المصلين في صلاة المغرب في الساحة وفي المساجد المجاورة حيث ألقت قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم وسقط عددا من الشهداء والجرحى ليخضبوا بدمائهم الزكية مسيرة ثورتهم المباركة على طريق الحرية والاستقلال .
ثمّ ما هذه التناقضات ؟ في قاعة موفمبيك سمحتم للمجاميع التي استنسختموها وأشركتموها باسم الحراك الجنوبي أن ترفع العلم داخل القاعة وتهتف ثورة ثورة يا جنوب وهنا في الجنوب ملايين الأحرار يمنعون في عاصمة بلدهم من إقامة فعالية سلمية، هناك في صنعاء تقام كل الاحتفالات والمهرجانات لمخالفيكم وتفتح لهم الملاعب الرسمية وهنا تظهر خطوطكم الحمراء ! هل تريدون منا وهذه أفعالكم أن نصدق بأن وثيقة بن عمر ستطبقونها على ارض الواقع أم أنها مجرد حبر على ورق استنزف عددا من المليارات كان الفقراء من الشعب في أمس الحاجة لها . هناك تدك قلاع وزرائكم و يقتحم سجنكم المركزي وجيشكم لم يحرك ساكنا لكنه في عدن وحضرموت والضالع ومحافظات الجنوب يستعرض عضلاته بكل صلف وعنجهية .
إلى ماذا تهدفون ؟ هل تريدون إخراج الشعب الجنوبي عن سلميته لتجروه إلى المربع الذي تجيدون اللعب فيه ؟ ام ماذا تريدون ؟ تأكدوا أنه لن يحدث هذا على الإطلاق فالشعب الجنوبي هو من اختار طريقة نضاله لتكون سلمية خالصة .
هل تخططون لتحويل ثورة الشعب الجنوبي الواحد إلى صراعات بين الجنوبيين مع بعضهم البعض ؟ لن تفلحوا أبدا بإذن الله ، فشعب الجنوب لم يعد شعب الستينات والسبعينات التي انطلت عليها الشعارات الرنانة للقومجيين والاشتراكيين فقد لفظ شعاراتكم القديمة وكشف أقنعة من سوقها في الجنوب ليسلخه عن هويته وعقيدته فبالتالي لم يعد لها مكان إلا في أرشيف المكتبات وذكريات كبار السن الذين عاشوا جحيمها ، كفوا أيديكم عن الجنوب وشعب الجنوب حتى يبقى للجوار والتآخي بين الشعبين مكانا. خاتمة شعرية: لشاعر الجنوب علي حسين البجيري ياما نصحناكم وقلنا غيروا ولا وجدنا للنصيحة سامعين واليوم ماتت عظّم الله أجركم ياللي قتلتوها ادفنوها وسط طين لما تجيء وحده على دين النبي يكون فيها العدل للناس أجمعين أما أنها وحدة لصنعاء وأهلها مرفوض عند الله في دنيا ودين