منذ انطلاقة الثورة الجنوبية في 7/ يوليو/ 2007م . ومع بدايات الحراك السلمي اتجهت أنظار المغتربين الجنوبيين إلى الوطن وما يدور فيه وما يحترك من عمل ثوري سلمي يسعى لاستعادة الحرية للوطن والكرامة للمواطن الذي سلبته منه السياسات العقيمة لمدعي الزعامة والذين لم يكونوا على مستوى طموح وتطلعات الوطن ولهذا كانت المأساة الحالية بعد أن أصبح الوطن فيدا وغنيمة لقوى التخلف والهمجية .
ولم يقتصر دور المغتربين فقط على المتابعة لما يحدث بل كانت قلوبهم تتحرق شوقا ليوم الحرية ، يوم يعودون فيه إلى الوطن مسقط الرأس ليحيوا فيه ويكون على مستوى البلدان التي هاجروا إليها بل وأفضل كونه يمتلك ما قد لا تمتلكه غيرها من البلدان من مقومات التقدم والحياة الكريمة لأبنائه .
يتطلعون ليوم يشدّون فيه رحالهم عودة إلى وطنهم الحر لينعموا مع أهلهم و أبنائهم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة والعيش الرغيد
لأجل ما سبق كانوا هم المبادرون الأوائل في دعم الثورة حتى العامل البسيط يقتطع جزءا من دخله ليعين به الثوار ويشدّ به أزرهم في ساحات النضال فكم من الفعاليات كانوا هم الداعمين لها .
وكم من الجرحى كانوا هم من تولى علاجهم أو ساهم فيه, وكم هي الأسر التي وصلها دعمهم بعد أن فقدت معيلها في سبيل الوطن, وكم من الأيتام الذين خلفتهم الثورة وصلهم خير أبائهم وإخوانهم المغتربين كل حسب إمكانياته وقدرته.
المغتربون بما يقدمونه يسطرون أروع الملاحم في تاريخ الثورة الجنوبية السلمية .
وكم يشدك العمال البسطاء في عزبهم المتواضعة في الأحياء الشعبية البسيطة وهم يتجمعون لمتابعة أخبار الجنوب من خلال زائر يأتي إليهم يتابعون ما يقوله كالظمآن المتلهف لشربة ماء تروي عطشه , أو كعاشق ولهان يتطلع ليسمع ما يخفف شوقه من أخبار معشوقته كيف لا و هي أرض الجنوب أم الجميع ..
البسطاء فقط هم من يقدمون التضحيات سوءا بالنفس أو المال ولا يتطلعون إلى منصب يتقلدونه أو مغنم يكتسبونه .
تلك المبالغ البسيطة كان لها أثر كبير في الواقع ربما أقوى أثرا من مبالغ كبيرة لا تخدم الهدف الكبير بل تصب في مظاهر و رسوم تجميلية لأصحابها وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم القائل ( رب درهم سبق ألف درهم ) في الأجر من الله تعالى أو في الأثر على أرض الواقع.
وهنا احيي من أعماق قلبي بدرجة أساسية جيل الشباب من المغتربين من كافة مناطق الجنوب الذين جعلوا القضية همهم الرئيس فتراهم في أحاديثهم ونقاشاتهم في مقار أعمالهم أو في سياراتهم وفي كل مناسباتهم العامة والخاصة حديثهم فقط عن الجنوب وقضية الجنوب العادلة.
تجد الطلاب في مدارسهم يعرفون بالقضية لدى زملائهم ومعلميهم وينافحون عنها وعن شرعيتها ضد من يحاول التقليل من شأنها أو تحريف بعض المعلومات مما يبثه المناوئين لها
وتجد الشباب يقيمون المباريات الدورية في إجازاتهم الأسبوعية باسم الجنوب والثورة الجنوبية.
كما أن ما يميز درجة الوعي لدى المغترب الجنوبي أنه أصبح مدركا أن الوطن هو الهدف الأسمى وأن محاولات البعض لجرهم إلى صراعات ونزاعات الزعامات المتسلقة والولاء لها قد خابت فهم ليسوا من ذلك الجيل الذي تم استدراجه لهتافات ( تخفيض الراتب واجب) ،، وما شابهها.
فكل التحية لجيل الجنوب الواعي الذي سيصنع الجنوب الحر المتطور ويبنى دولته الجديدة بإذن الله
كل هذا سيسجله التاريخ لهم بأحرف من نور وسيكونون المصابيح التي تستضيء بها الأجيال القادمة.
خاتمة شعرية:
للشاعر حسين أبو بكر المحضار رحمه الله
دعوة الأوطان
حين يدعيك ضبضب
أو جبل شمسان
يا فؤادي المعذب استجيب الآن
حب في القلب راسخ
للجبال الشوامخ
اللي تربيت فيها وانقضى لك بها شان