لم يتسنى لليمن منذ زمان طويل فرصة كافية تقلم فيها أظافرها التي أصبحت مجمع حيوي للقمامات السياسية والأمنية والاقتصادية الموجودة تحتها ،لم تكن هناك فرصة لتنظيف أظافرها من خلال التقليم إلا في هذا الوقت الذي أصبحت فيه هذه الأظافر موجودة بقوة في السوق العالمية لعرض النوادر البشرية .
تقليم اليمن إن أجاز التعبير أو تقسيمها إلى أقاليم يأتي لتنفيذ الرغبات الخارجية التي تملي على أطراف حوار صنعاء أجندة محددة ليس لهم أن يتجاوزها على الإطلاق ! بل عليهم أن يجندوا جندهم ويحشدوا أتباعهم في كل حدب وصوب لتنفيذ هذه الأجندة الخارجية التي تفوح منها رائحة الوسكي الأمريكي الشهير.
المضحك في هذا الأمر أن هذه الأقاليم لم تروق لشعب بأكمله وهو شعب الجنوب وبالرغم من ذلك نرى بعض المطبلين والمزمرين لهذه الأقاليم يفرحون ويبتهجون على صراخ أبناء الضالع وحصار أهالي حضرموت في الهضبة ! كم هو معيب أن يتم تجاهل شعب الجنوب الذي قدم الآف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمنفيين والمهمشين الذين قدموا تضحياتهم هذه لاستعادة دولتهم المسلوبة تحت أظافر المتنفذين الصاغرين .
من يزعم أن لديه الإمكانية والقدرة على إرغام الجنوبيين على تقبل هذه الحلول المطعّمة بالليمون الصيني الحامض هو واهاً تماماً ، يصعب على حكومة صنعاء ومن استظل بظلها أن تفرض هذه الأقاليم على الجنوبيين عنوة ،لأن هناك مزيد من الدماء ستسال إزاء ذلك ، وسيأبى شعب الجنوب الرضوخ لكل التهديدات والوعيدات التي تطلق من أكثر من منبر محلي ودولي إعلامي وسياسي للضغط على الجنوبيين في أتجاه القبول بهذه الأقلمة السوداء المتعفنة .
ختاماً حبذا لو أذكر أحد المعلقين على الفيس بوك من أبناء المكلا الساخرين من الأقاليم ،يقول في كلمة أقليم : معناها إقِّ ليم ....وتعني بلهجة أهل المكلا أصنع لي ليم .
والليم يقصد به ليمون حامض ..!
فياترى أي ليم سيصنعه عبدربه منصور هادي وباسندوة ؟ أم أنهم سيلقوا ليم من دموع محمد باسندوة ؟ إن كان كذلك فأملح بها من حموضة هي حموضة دموعة !