ضالع الصمود والتصدي

2014-01-06 20:13

 

    شاءت أقدار المولى عزّ وجل أن تجعل من مديرية الضالع الجنوبية رمزا نضاليا صلبا ورقما في مسار الثورة الجنوبية صعبا ،

 

فمنذ ستينيات القرن الماضي فدور أبناء الضالع في العمل الثوري الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني كان له العلامة المميزة في تصديهم لكافة الحملات العسكرية البريطانية  كما كان لأبناء الضالع دورا كبيرا في إمداد جيش الجمهورية الوليدة بعد الثلاثين من نوفمبر 1967م.

بأعداد وفيرة من خيرة أبنائهم  وقد كان ينظر إليها والى بعض المديريات الأخرى بأنها  المخزون البشري للجيش الجنوبي وبعد حرب صيف 1994م كانت الضالع من ابرز المديريات التي عانت من نتائج تلك الحرب المدمرة على المستوى البشري حيث أضيف الآلاف من أبنائها العسكريين إلى قائمة  ( حزب خليك بالبيت) فتم إبعادهم قسريا عن أعمالهم مما جعل منطقة الضالع أكثر استعصاء في مقاومة مشروع اليمننة وطمس الهوية الجنوبية وتم استهداف الضالع بحملات عسكرية كان الهدف منها كسر إرادة المقاومة لدى رجالها الأشاوس ، وبعد ذلك جاء مخطط الدمج الإداري مع بعض مديريات محافظة إب المحاذية لمديرية الضالع  ليتم إنشاء محافظة الضالع بهدف ذوبان مجتمع الضالع في المجتمع المجاور له فما ادهم ذلك الأمر إلا مزيدا من الرفض لهذا الذوبان فكان أبناء الضالع في مقدمة صفوف جمعية المتقاعدين العسكريين الذين أشعلوا فتيل الثورة الجنوبية في يوم 7/7/2007م من خلال المهرجان المثير الذي أقيم بساحة العروض في خور مكسر بالعاصمة الجنوبية " عدن "

 

وارتفعت الأعلام الجنوبية في كافة مدن وقرى مديرية الضالع  ومنذ ذلك الوقت قدمت الضالع أعدادا من الشهداء والجرحى والمعتقلين وتعرضت للقصف بكل أنواعه ولم يخرجها عن إطار النهج السلمي للثورة الجنوبية الذي اختارته الجماهير الجنوبية  لنيل التحرير والاستقلال منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة .

 

وعانت الضالع اشد أنواع الحصار الاقتصادي في أوقات مختلفة ، وتم تعيين محافظا جديدا للضالع من أبنائها الموالين للنظام اليمني لعله يخمد جذوة الثورة الملتهبة لدى أبناء الضالع  ولكن هيهات أن يتحقق له ذلك فحرارة الدم النضالي وروح الهوية الجنوبية متقدة في قلوب الصغار قبل الكبار ولن تنسى مخيلتي ذلك الطفل الكبير الذي لم يتجاوز العشر سنوات الذي رأيته في إحدى قرى الضالع عندما أتينا لعقد اجتماع لحركة النضال السلمي الجنوبي فسألته ( أيمني أنت رد بأعلى صوته لا لست يمنيا بل  أنا جنوبي ابن جنوبي ) فلله درك من بطل .

وهكذا استمرت عجلة الثورة السلمية في الدوران حتى جاءت جريمة السفاح ضبعان قائد معسكر القوات اليمنية في الضالع الذي قصف مخيم العزاء بمنطقة سناح الحدودية بقذائف دبابات ومدافع  مزق بها الأجساد البشرية المسلمة الطاهرة في أبشع صور جرائم الحرب ضد الإنسانية والتي لا تختلف  عن جرائم الجنرال عبده سيسي في مصر وجرائم الدكتاتور بشار الأسد في سوريا ومن قبلهم جرائم الهالك معمر القذافي في ليبيا الحرة . جريمة وأي جريمة أن  تطلق نيران أسلحتك الثقيلة على مخيم عزاء يضم أعداد كبيرة من كبار السن والأطفال والشباب  مزقت القذائف أجسادهم فبعدما كان العزاء لشهيدين عمّ الحزن مئات الأسر بعد أن سقط عشرون شهيدا وأكثر من ميأتي جريج ،

والفرق الوحيد بين جريمة الضالع والجرائم الأخرى أنها لم تحظى بتغطية إخبارية من وسائل الإعلام العربي والعالمي والتي مازالت تعتمد على مراسليها اليمنيين في صنعاء والذين يعملون بجد واجتهاد في منع وصول ما يجري في ارض الجنوب من قمع للحريات وإزهاق للأنفس عن أعين الرأي العربي والعالمي بطريقة تخالف ابسط آداب المهنة والرسالة التي يفترض أنهم يحملونها وتكشف في الوقت نفسه زيف الولاءات المزدوجة لدى القائمين على هذه الوسائل الإعلامية .

 

ومهما جرى من ممارسات أجهزة القمع الوحشية وحرب الإبادة الجماعية وقهر الإرادة الحرة إلا أن الضالع ستظل قلعة صامدة للثائرين وستتصدى بكل قوة لأعداء الإنسانية والحياة . 

 

خاتمة شعرية :

لابن الضالع الشيخ : فواز عبدالله الاسدي

الحق يأبى الدهر نسيانه              كلا ولا يمح البغي ألوانه

نفنى وبقى الحق منتصرا            عال ويبقى العدل عنوانه

 

والحق يحيا الدهر معتليا             قمم الشموخ لا تهت أركانه

 

تبقى الحقوق بأهلها علما            حتى وان علا البغي طغيانه

الظلم هاو وإن طارت شرارته       لابد يوما وتخبو فيه نيرانه

هذي الجنوب قد هبت بأجمعها     لما طغى المحتل وأغراه شيطانه

 

يابن الجنوب لا ترعبك سطوته     فالنصر آت وارض العدن ميدانه