انا دحباشي !!

2013-12-31 05:20

 

 

لمَّا قامت الوحدة اليمنية سنة 1990 نظر العالم إلى هذه البُقعة من الأرض بإعجاب وإكبار.. ونظر النهّابة إلى(البُقَع) براً وبحراً لكأنهما منجم "زلط".

 

كان التاريخ جميلاً، ولأول مرة يجد (الجعَّاثون) أنفسهم مُلتزمين باحترام إشارة المرور في بلدهم؟! ولقد فعلوا ذلك- في البدء- وهم يبدون إعجاباً بما في عدن- أيامها- من قانون يسري على الصغير والكبير.. غير أن احترام إشارة المرور لم طويلاً، ولا البحر ظل بحراً ولا البر بقي براً.

 

لقد "نبعت إليهما أيادي النهابة، وكان البحر- من قبل- متنفساً مفتوحاً للجميع، وكان البر هو الآخر شاسعاً بلا أطماع، وكلاهما كان في قبضة الدولة، وتلك فضيلة- مع الوقت- هدمناها بأيدينا للأسف.

 

اليمني ببساطة لا يصير جَعّاثاً أو نهابا إلا حينما يجد فُسحة لذلك.

 

وما يحدث في الجنوب الآن ليس مجرد تداعيات لما حدث من تكسير للدولة باسم الوحدة تارة، وتارة أنكى باسم الدين، ولكنه أيضاً نتيجة طبيعية لحالة الاحتقان التي لم يتم تطبيبها سريعاً.

 

لكن، أسألكم بالله العظيم ما ذنبنا نحن كشعب في كل هذا الخراب النفسي والذهني الذي يحصل الآن ؟! أصحاب البسطات والمحلات وسائقو التاكسي وعمَّال البناء مش هم اللي نهبوا وعبثوا.

 

أنا "دحباشي"، لكن قلبي جنوبي.. وأحلامي جنوبية.. وأغنياتي جنوبية.. ووالدة زوجتي جنوبية.. وأصدقائي جنوبيون.. ومثلي شعب ينام ويصحو على حب الجنوب .

 

وفي الجنوب- أيضاً- هناك قلب شمالي، وأصدقاء شماليون؛ وزوجات شماليات وأطفال وأحلام وأغنيات شمالية . ما ذنبنا نحن كشعب واحد، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الذين سرقوا الجنوب هم ذاتهم الذين سرقوا الشمال.. كلنا نشكي ونصيح، والواجب العام أن نحب بعضنا بعض، وأن نعلن جميعاً انفصالنا عن سلطة 7 /7 التي جعلت من الوحدة العظيمة مجرد خرافة جميلة لكنها لم تدم طويلاً.

 

[email protected]