الإنسان " الراخي !"

2013-12-06 06:18

 

 

يوماً عن يوم تتلاشى صورة الإنسان الراقي في اليمن ، وتكبر – بدلاً عنها - في الشارع وفي الوظيفة العامة وفي المخيلة الشعبية أيضا - صورة الإنسان الوحش .

•  الإنسان الراقي أصبح في نظر المجتمع مجرد إنسان " راخي" .

والمهذب إنسان جبان .. والنزية إنسان أهبل .. أو الهادئ والمسالم ، مش رجال .

فيما "النهاب" وقاطع الطريق والبلطجي والفاسد وصاحب الوجهين نسميه " أحمر عين !".

 

•  كان المجتمع إلى ما قبل عقدين من الزمن لا يخفي ازدراءه من أي كائن سمعته ملطخة بالفساد أو بالتواطؤ مع الأذية .. وكان الواحد من هذه الكائنات إذا ما دخل مقيلاً أو ذهب إلى أي جمع ، لا يحظى بأي ترحيب أو استقبال ، ويظل طيلة الوقت محاطاً بمشاعر الغربة .

  

•  عمل النظام السابق ظل طيلة ثلاثة عقود من الزمن على تشجيع هذه العينات والدفع بها إلى الأمام .

لكن الحال - من بعد 2011 – ازداد سوءاً وانقلب رأساً على عقب ، ولم يعد" النهاب" وقاطع الطريق والفاسد واللص هو الذي يشعر بالغربة ، بل الإنسان الراقي !

 

•  انهار سلم القيم – تماماً- كما انهار برج التجارة العالمي ، وأصبحنا – وللأسف الشديد- مجتمعاً يصفق للتفاهات ويتشيع للقبح لدرجة أن منظر إنسان يسير في الشارع حاملاً وردة في يده يبدو- بالنسبة إلى جمهور حمران العيون- منظراً مستفزاً للرجولة !

 

في حين أن منظر رجل يسير في الشارع ، أو يدخل حتى إلى "المقوات" وهو مبندق لكأنه ذاهب إلى حرب ، يبدو المنظر عادياً جداً ، وينقصه فقط أن نغني له على الريحة والجاية "باعدوا من طريقهم " .

 

•  لكنني وبصدق بت أخشى فقط أن يأتي وقت نجد أنفسنا مشدوهين بهذه النماذج ، وقد الناس يتزاحموا لالتقاط صورة تذكارية بصحبة هذا المبندق أو ذاك .

ومش بعيد نعلقها عرض أبرز جدار في الديوان .

 

•  في مجتمع يتباهى بالتفاهات ،ويصنع من أحط الناس قادة .. يمكن أن يحدث ما هو أكثر من ذلك .

واللهم اجعله رؤيا.

 

• الإنسان الراقي –طبقا لـ نيتشه– ليس طفرة ، أو ضربة حظ .. بل مرتهناً بدرجة تطور المجتمع .

 

ولا أجد مجتمعاً بكامله يتراجع بأفكاره وقيمه وممارساته إلى الوراء ، مثل هذا المجتمع اليمني العليل .

 

•  لا يحتاج مجتمعنا الآن إلى روشتة علاج يكتبها وينفذها – كما العادة – جوقة المشعوذين إياهم ، بل نحتاج إلى روشتة تطبيب تنتمي إلى العصر .

 

[email protected]