• دخول الجنة لا يحتاج إلى "عيفطة"، كما لا يحتاج إلى حزام ناسف لتفجير سفارة أجنبية.. بل يحتاج إلى حزام أمان يساعد هذا البلد الحزين على المضي إلى الأمام.
• دخول الجنة لا يتطلب عمليات تفجير وخطف، بل يتطلب عملاً صالحاً، فذاك الأعرابي الذي سقى كلباً عطشان دخل الجنة من أوسع أبوابها، فما بالكم إذا ما التفتت جماعة القاعدة - مثلاً- وراحت تطالب الحكومة بسرعة توفير مياه لمدينة عطشانة بأكملها تماماً كما تعز.
• الجنة ليست بيت الشيخ فلان الفلاني حتى يقتل المرء ويفر إليها لينجو باعتباره بطلاً في مهمة حراسة الله.
الجنة مقام الصالحين، وهل هناك ما هو أصلح وأنفع - عملاً عند الله- من جماعة تدّخر صراخها ضد الغرب الكافر، وتصرخ بأعلى صوت في وجه جنرالات الحروب وتقول لهم: اتقوا الله واحقنوا دماء اليمنيين المتحاربين في صعدة وغيرها؟! الطريق إلى الجنة يبدأ من هنا، مش من صراخ: النصرة للأقصى، أو صراخ: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.
• وسأسأل بصدق: أيهما يعمل من أجل رضوان الله سبحانه لنيل الجنة، ذاك الذي يقتل الأبرياء لمجرد أنهم أجانب، أو لمجرد أنهم حوثيون، أو لمجرد أنهم سلفيون، ويجعل البلد تخسر سمعتها، والإسلام يخسر بهاءه، فضلاً عما تسببه هذه الحروب من خسائر للمزارعين ولاقتصاد البلد بشكل عام، ويخسر العاملون مصادر أرزاقهم، ومش يقولوا: الجوع كافر؟ أم ذاك الذي يطلب رضوان الله والفوز بالجنة عن طريق الضغط على الدولة لإيجاد فرص عمل لشباب عاطل ولأسر فقيرة، والفقر كافر؟!
• لماذا نضع الجنة لصق الموت والدمار؟
وقبل هذا كله: لماذا نسيء إلى الله عز وجل وإلى الجنة التي أعدها للصالحين؟ ولماذا نقدم هذه البلاد وكأنها شباك مجاني لتوزيع تذاكر دخول الجنة. ثم من قال: إن الله، الرحمن، الرحيم، السلام، المؤمن، العدل، يعد عباده بجنة مفتوحة للقتلة وقاطعي الطرق والأرزاق كمان؟!
الجنة هي محبة الله كما يليق بجلاله وعظمته، مش هي مضرابة، أو مسابقة برعاية كريمة من دولة ما. عاد شي عقل ؟!