المواطن الجنوبي ...والأمل المنشود

2013-11-12 16:05

ودع العالم عاما من هجرة رسول الله صلى الله  عليه وسلم رسول العدالة والكرامة والحق .

ولنا فيه أسوة حسنة فقد هاجر من مكة مسقط رأسه بعدما لاقاه من أصناف الظلم والاضطهاد من أهله وقومه في رحلة ظن الكثير من صناديد الكفر أنها هزيمة وفرارا لكنها صارت تاريخا وفتحا للمسلمين وحدثا عالميا مهما .. لكل مظلوم فيه بريق نور ولكل ظالم آية وعبرة.

 

 وبوداعنا للأسبوع الأخير للعام الهجري 1434هــ ودعت فيه حضرموت شهيدين من أبنائها الشهيد محمد المشجري و الشهيدة إيناس بامحسون لينضما إلى قوافل الشهداء الذين سقطوا منذ بداية انطلاق الثورة الجنوبية عام 2007م .

 

ودع الناس عاما بكل ما فيه من مسرات وأحزان ...بكل ما فيه من انجازات وإخفاقات...واستقبلوا عاما يأملون فيه خيرا مما مضى ...يعلقون على أبوابه أحلامهم وتطلعاتهم. 

 

في حين أن هناك من ودّع فردا من عائلته قد يكون عماد العائلة ومعيل الأسرة وكثير هم من قدموا أروحهم رخيصة لأجل الوطن منذ انطلاق شرارة الثورة وحتى اليوم هؤلاء حقا هم رموز الشجاعة والبذل الصادق فقد وهبوا أغلى ما يمتلك الإنسان إنها الروح . منهم الشاب الصغير والمرأة والرجل صاحب الأسرة والأبناء ودعناهم  ولا نملك ما نقدمه تجاههم  إلا دعاؤنا لهم بالرحمة والمغفرة. 

 

ولا ننسى كذلك جرحى الثورة فهم  عدد كبير  وبعضهم لا يملكون حتى ثمن الدواء وبعضهم عانى من الإعاقة وفقد أحد أعضائه .

 

ومما يثار في نفسي من تساؤلات ماذا قدم القادة والرموز الوطنية لهؤلاء وأسرهم ؟

 

آمل ان يكون عطاؤهم جزيلا وليس ما دار بمخيلتي مما اخبرني به احد الشخصيات الجنوبية في المهجر انه قدم كشفا طويلا عريضا لأسر شهداء حرب صيف 1994م لأحد القيادات الكبيرة على أمل كفالة هذه الأسر بما يصون كرامتها ويحفظ ماء وجهها وقال انه للأسف الشديد لم يجد تجاوبا منه بحجة انه على الحديدة ولا يملك شيئا من المال.

 

وبعيدا عن الفرقعات الإعلامية هل فكرنا في إقامة مشاريع حقيقية لأسر الشهداء ؟ تستطيع الأسرة من خلالها أن تعيل نفسها .

 

هل لدينا سجلات وإحصاءات دقيقة بكل الشهداء وعوائلهم بأعدادها الحقيقية ؟ هل لدينا دراسات عما يمكن تقديمه لهم ؟هل تم التكفل بتعليم أبناء الشهداء وبناتهم سواء في التعليم المدرسي أو الجامعي؟

 

ماهي المعونات التي قدمت للجرحى وأصحاب الإعاقات؟

 

للأسف الكل يدعي أنه الأفضل فيما يقدمه من خدمات و حقوق لتلك الفئات والحق أن الكثير يتاجرون بقضايا البسطاء .وقد رأينا آثار النعمة بادية عليهم في أفراحهم وسفرياتهم ومهرجاناتهم ولكم الله يا اسر الشهداء !

 

كم هو مؤلم على النفس أن يظل المواطن الجنوبي الباحث عن الحرية والكرامة والاستقلال يعاني الفقر والتجهيل من إخوانه وقادة قومه.

 

هل أصحاب رأس المال الجنوبي قلة أو معدومين حتى لا يستطيعون تقديم مشاريع على الأرض وفي الواقع تفيد المواطن البسيط؟؟

 

أم أن هناك من يتصدر المشهد وما يجبيه من مال سواء من الخارج أو من أثرياء الجنوب يذهب في غير محله .

 

وبالتالي تفقد الثقة تدريجيا من قبل المانحين والداعمين

 

إننا بحاجة للتخلص من تلك السلوكيات التي ليست أصلا في التربية الجنوبية فأساليب الفيد والفساد الوافدة  يجب أن تجتث  وتحل مكانها الشفافية والمصداقية مع الشعب.

 

إنني أدعو أن تشكل لجان من المشهود لهم بالنزاهة والوطنية ومن كل المكونات لعمل مسوح ودراسات عن أعداد أسر الشهداء وعن الأسر الفقيرة والشباب العاطلين وكذا عن المرضى والجرحى والمعاقين في الجنوب وعلى ضوئها يتم البحث عن مصادر مالية لإقامة مشاريع تشتغل بها اليد الجنوبية ويعمر بها الجنوب ...

 

من واجبنا تجاه شعبنا ومن حق المواطن علينا الذي يتلقى منا الشعارات فيؤمن بها ويخرج بصدور عارية لا واقي لهم إلا الإيمان بالله  تسوقهم أحلام الحرية والاستقلال 

 

من واجبنا مكافئة الشعب الحر الذي يعطينا دروسا على الواقع في الحب والتضحية الحقيقية ...من واجبنا أن نعمل على تحسين وضع المواطن الجنوبي وأن نكون المدافع عن حقوقه في الصحة والتعليم وكافة مناحي الحياة لينتزعها من  الدولة التي لا تزال تحكمنا..

 

لا بد أن يمتلك المواطن الجنوبي قراره ولن يتسنى له ذلك مالم يكن قويا إيمانيا وعلميا وماليا واقتصاديا . مالم يثقف الشعب و يملك أمره بعيدا عن الاملآءات الخارجية  فلن نصل لما نطمح اليه.

خاتمة شعرية :

للشاعر احمد مطر

كل ما في بلدتي

يملأ قلبي بالكمد

بلدتي غربة روح و جسد

غربة من غير حد

غربة فيها الملايين

و ما فيها أحد

غربة موصولة

تبدأ في المهد

ولا عودة منها للأبد

 

[email protected]