الحرية ونيل الاستقلال هو ما لأجله قدم الكثير من شباب ورجال ونساء هذا الوطن أرواحهم وسقوا بدمائهم الزكية ترابه الطاهر .. والنضال لأجل الجنوب قد تطول سنواته و تتوالى أيامه خاصة في وجود تعتيم إعلامي لقضيتنا وعدم أخذ حقها من التعريف بها وإيصالها للرأي العام العربي والعالمي ...كذلك مع تكرار الطبخات المعدة في المطابخ اليمنية لتهدئة وتسكين الثوار في الجنوب.
وعليه وجب على قادة الحراك أن يلتفتوا لأوضاع المواطن البسيط وما يعانيه والعمل على تخفيف معاناته لا أن يتجرع المواطن الجنوبي ظلم الاحتلال و استغلال ابن بلده ... هذه كانت مقدمة لأمور أود أن أنبه إليها ونحن نطالب بالاستقلال فلا مانع أن نتلمس هموم المواطن اليومية وما يتعرض له من استنزاف يومي لمدخراته وإيراداته البسيطة أصلا , من قبل مؤسسات النظام التي تحولت إلى مصدر استنزاف لكل ما يملكه المواطن وخاصة مؤسسات الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها والتي تجعل الإنسان البسيط يتجرع نارين نار الحرارة المرتفعة ونار الفواتير الخيالية التي تقصم ظهره نهاية كل شهر ..
أليس من حق المواطن الذي يخرج يوميا عاري الصدر مقدما غير مدبر لأجل الجنوب أن نعمل ما في وسعنا لنخفف عنه لهيب فواتير تلك المؤسسات خاصة وان معظم الناس تعاني ضيق الحال , الم نفكر في حلول تجعل تلك المؤسسات ومن يديرها تخضع لأمر واقع نفرضه نحن أم أن بعض القيادات تظن أن الناس يعيشون حياتهم المخملية المترفة ؟ !
الموضوع الآخر :وبعد اعتماد السبت إجازة رسمية فلنقل على مستقبل أبنائنا الطلاب السلام بالله ماذا سيتعلم الطالب في المدرسة والجامعة في يومين أو ثلاثة أيام دراسة في الأسبوع أين الجيل المستنير الذي علينا أن نعمل على بنائه ؟؟ فيوم للأسير ويوم للشهيد ويوم عصيان ( تكثر فيه الحصيان ) ويومين إجازة رسمية؟ أنا لا اقلل من أهمية تلك الأيام لكني لا أريدها أن تقف حجر عثرة أمام تشكيل جيل متعلم مثقف وهو من سيحمل راية الدولة ويسير بها نحو مصاف الدول الكبرى. الشعب الفلسطيني وهو تحت الاحتلال الصهيوني يتحصل على اقل المعدلات عالميا في الأمية ويحمل أبناء فلسطين أعلى الشهادات وفي عدة تخصصات مهمة.. علينا ونحن نسعى للاستقلال ألا نغفل كل الجوانب فنحن نبحث عن بناء دولة يجب أن يسودها العلم والنظام ولتكن بسواعد الشباب المثقف المهيأ لأن يشيد دولة نظامية لا تخضع لحزب أو تيار بعينه أو تنحاز لطرف ضد الآخر فجيلنا قد عايش أولئك المنتفعين من البلد بعد الاستقلال الأول من الاحتلال البريطاني إلى يومنا هذا والذين صنّموا أشخاصا واعتنقوا فكرا مقيتا أرغموا الكل على التسبيح بحمده .
ونحن نطمع أن يأخذ الشباب حقه في قيادة الثورة والبلد لاحقا يحز في نفسي وأنا أرى شبابنا يحصلون على فتات التعليم إلا إن كان احد أهدافنا المستقبلية إعداد شباب جاهل لتسهل السيطرة عليه وتظل رأسه كوبا فارغا يمكن حشوه بأي شيء.
لو فكر بعض القادة المتخمة أرصدتهم وأرصدة الأبناء والأحفاد بالتعاون مع بعض أثرياء الجنوب على انجاز مشاريع تعليمة ضخمة كالمدارس والمعاهد والجامعات وكل ما من شأنه أن يعين الطلاب على تحصيل أفضل ومخرجات أجود فبناء العقول أمر في غاية الأهمية ولتسير حركة الحراك بكل الاتجاهات النضال السلمي والبناء العلمي لشبابنا تأهيل حقيقي بدلا من هذا التعليم الهزيل الذي سيبقى الجنوب عقودا إضافية في براثن الجهل والتبعية والاقتتال هذا من اقل حقوق المواطن الجنوبي علينا فذلك الشهيد والمعاق والأسير واجبنا أن يحصل أولاده على تعليم عالي الجودة وبأقل التكاليف ليفيد نفسه وأسرته ووطنه وأمته..
خاتمة :
للشاعر احمد مطر
فرقتنا وحدة الصفّ
على طبل ودفّ
وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبية
عرب نحن .. ولكن
أرضنا عادت بلا أرض
وعدنا فوقها دون هويه