قتل خمس نساء في صنعاء وسحل امرأة وطفلها في مأرب: جرائم بلا تغطية إعلامية

شبوة برس – خاص

في مشهد صادم يكشف عمق الانحدار الأخلاقي والإعلامي، قُتلت خمس نساء في صنعاء في واقعة واحدة، فيما شهدت مأرب جريمة أكثر بشاعة تمثلت في سحل امرأة وطفلها في الشارع، دون أن تحرك هذه الجرائم المروعة ساكنًا لدى الإعلام اليمني أو قنواته الفضائية أو وزرائه وناشطيه الذين اعتادوا رفع الصوت حين يتعلق الأمر بالجنوب فقط.

محرر شبوة برس، وفي متابعة ورصد دقيق، توقف أمام هذا الصمت المريب، متسائلًا عن معنى أن تمر دماء نساء وأطفال أبرياء في صنعاء ومأرب مرور الكرام، بلا بيانات شجب ولا حملات إدانة ولا موجات غضب، في الوقت الذي تحولت فيه قضية ثأر فردية في شبوة إلى مادة هستيرية لهجوم سياسي وإعلامي منظم على الجنوب وقواته.

المفارقة التي تفضح الأخلاق المزدوجة أن من قُتل في شبوة كان جانياً في قضية ثأر معروفة السياق، بينما من سقطوا في صنعاء ومأرب هم نساء وأطفال أبرياء، لا علاقة لهم بصراع ولا سياسة، ومع ذلك لم تهتز شعرة واحدة في ضمير من نصبوا أنفسهم أوصياء على القيم والإنسانية.

اللافت أن قنوات يمنية وعربية، ووزراء ومسؤولين وناشطين، تفرغوا بالكامل لمهاجمة الجنوب، وشيطنته، وتضخيم حادثة شبوة خارج سياقها، بينما اختاروا الصمت المخزي أمام جرائم قتل وسحل تهز أي ضمير حي، لو كان موجودًا أصلًا.

شبوة برس ترى أن ما يجري ليس مجرد ازدواجية في التغطية، بل سقوط أخلاقي كامل، وتسفيه فج لكل من تاجر بدماء الأبرياء حين خدمته سياسيًا، وصمت عنها حين لم تخدم أجندته. الجنوب ليس شماعة لفشلهم، ودماء النساء في صنعاء ومأرب ليست أقل شأنًا، إلا في ميزان إعلام فقد إنسانيته قبل مهنيته.

شبوة برس – متابعة ورصد