شبوة برس – خاص
في قراءة غربية لافتة، نشرت منصّة Visegrád 24 الأوروبية، المعروفة بمتابعتها الدقيقة للملفات السياسية والأمنية الدولية، تقريرًا تحليليًا تناول تطورات المشهد في الجنوب العربي، وطرح تساؤلات صريحة حول إمكانية عودة دولة الجنوب إلى الواجهة ككيان سياسي مستقل، في ظل التحولات الميدانية والسياسية المتسارعة.
وبحسب ما رصده محرر شبوة برس في منشور للمنصّة على منصة إكس، فإن التقرير أشار إلى أن التطورات الأخيرة قد تعيد إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة بين عامي 1967 و1990، مستندًا إلى التقدّم الميداني الذي حققته القوات المرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها حضرموت والمهرة.
وأوضح التقرير أن العملية العسكرية التي أُطلقت مطلع ديسمبر أسفرت عن إنهاء نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، الذي يتوزع مقره بين عدن والرياض، وهو ما دفع برلمان المجلس، في 11 ديسمبر، إلى إصدار بيان حذّر فيه من تصاعد العنف والانهيار الاقتصادي نتيجة هذه التطورات.
وفي المقابل، سلطت المنصّة الضوء على البيان الذي وجّهه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي إلى العواصم الغربية، حيث قدّم خطابًا سياسيًا مباشرًا حاول من خلاله تقديم الجنوبيين كشريك محتمل للغرب، من خلال التأكيد على رفض الإرهاب والإسلام السياسي، واتهام مجلس القيادة الرئاسي بإقامة علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين عبر إشراك حزب الإصلاح في الحكومة.
كما نقل التقرير تأكيد الزُبيدي أن تحركات المجلس الانتقالي تمثل استعادة للدولة التاريخية للجنوب العربي من عدن إلى حضرموت وصولًا إلى المهرة، مع تشديده على رفض أي مشاريع لتقسيم المحافظات الشرقية، واعتبار وحدة الجنوب مسألة غير قابلة للتفاوض.
وأشار تحليل Visegrád 24 إلى أن تراجع فاعلية برلمان مجلس القيادة الرئاسي، ووجود معظم أعضائه خارج البلاد، أضعف من شرعيته، مقابل تصاعد نفوذ المجلس الانتقالي الذي يؤكد خوضه مواجهات متزامنة ضد الحوثيين وبقايا تنظيم القاعدة.
وخلص التقرير إلى أن سيطرة القوات الجنوبية على كامل المحافظات الجنوبية قد تفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، تعيد طرح مسألة إعلان دولة الجنوب على الطاولة الإقليمية والدولية من جديد.