ياسين سعيد نعمان.. خطاب المظلومية المعلّب ومحاولة جرّ الجنوب إلى فشل صنعاء من جديد

2025-12-07 13:05
ياسين سعيد نعمان.. خطاب المظلومية المعلّب ومحاولة جرّ الجنوب إلى فشل صنعاء من جديد
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

رصد محرر شبوة برس خطاباً جديداً للدكتور ياسين سعيد نعمان، آخر رئيس للجنوب قبل وحدة 1990، كشف فيه مرة أخرى عن محاولات مستمرة لجرّ الجنوب إلى معادلات الفشل اليمني، وتغليف العداوة للجنوب بلغة سياسية ناعمة تحاول الظهور بمظهر “الحكمة” بينما تحمل في جوهرها خصومة واضحة لخيارات شعب الجنوب.

 

في حديثه الأخير على صفحته فيسبوك تابعه محرر "شبوة برس"، قدّم نعمان درساً مطوّلاً عن “فشل النخب اليمنية” وصناعة الضحية، لكنه لم يتجرأ على الاعتراف بأن الجنوب ليس جزءاً من هذا الفشل، وأن الشعب الجنوبي فَرَض مساره السياسي والعسكري بعيداً عن صراعات صنعاء. وبدلاً من الاعتراف بحقائق المشهد، لجأ إلى خطاب يعيد تدوير فكرة قديمة مفادها أن مصير الجنوب يجب أن يظل معلقاً حتى تنجح اليمن في التخلص من الحوثي، وكأن الجنوب مطالب بالانتظار إلى ما لا نهاية.

 

ورغم تصديره الحديث بلهجة نقدية تجاه النخب اليمنية، إلا أن الرسالة الحقيقية جاءت موجهة ضد الجنوب، عبر محاولته ربط مشروع الاستقلال بقضية “إزالة اللغم الأكبر”، في إشارة إلى الحوثي، وكأنه يشترط على الجنوب أن يظل رهينة لفشل الآخرين. هذا الخطاب يعكس ازدواجية واضحة؛ فمن كان آخر رئيس لدولة الجنوب قبل 1990، يصبح اليوم من أكثر المتمسكين بإبقاء الجنوب داخل إطار الوحدة الفاشلة التي دفع الجنوبيون ثمنها حرباً ودماراً وإقصاءً.

 

ويؤكد مراقبون في عدن لمحرر "شبوة برس" أن نعمان لم يخرج عن خطه المعروف منذ سنوات؛ خطاب مموّه بلغة سياسية متزنة ظاهرياً، لكنه يحمل رفضاً ضمنياً لأي واقع جديد يصنعه الجنوبيون، من تحرير الأرض إلى بناء المؤسسات واستعادة الهوية. وما تجاهله عمداً هو أن الجنوب اليوم ليس طرفاً في مشكلة صنعاء، بل شريك ناجح في بناء استقرار إقليمي وشريك أساسي في محاربة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة، بينما تعيش النخب اليمنية التي يدافع عنها في دائرة الفشل والارتهان.

 

ختاماً، يظهر أن حديث نعمان ليس سوى محاولة لإعادة تدوير خطاب قديم يرفض الاعتراف بإرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره، وهي محاولة لا تجد اليوم أي صدى أمام واقع سياسي وعسكري جديد فرضه الجنوبيون بإرادتهم، وليس بإذن من النخب التي يتحدث عنها.

#دوله_الجنوب_العربي