الجنوب بين التخريب والفشل المؤسسي.. الشارع يغلي والدعوة إلى تحرك عاجل

*- شبوة برس - عدن

كتب الصحفي "معاذ فيزان" في مقالٍ تحليلي رصده محرر شبوة برس، عن تصاعد الفوضى والأزمات في محافظات الجنوب نتيجة التخريب الممنهج والانهيار المؤسسي، ما أدى إلى تدهور الخدمات الأساسية وحرمان آلاف المواطنين من أبسط مقومات الحياة، وسط مؤشرات خطيرة على محاولات جر العاصمة عدن إلى مربع الانفلات والعنف المنظم.

وأشار فيزان إلى أن ما يحدث يتجاوز الإخفاق الإداري إلى استهداف واضح للبنية التحتية، حيث تحوّلت الكهرباء والمياه والرواتب إلى أدوات ضغط ومعاناة دائمة، في وقت تتنامى فيه مصالح أطراف تستفيد من حالة الفوضى والفراغ الإداري، فيما يبقى المواطن الجنوبي هو الخاسر الأكبر.

ولفت الكاتب إلى أن تكرار العمليات الإرهابية ضد القوات الجنوبية، مقابل غياب شبه تام لأي مواجهات ضد المليشيا الحوثية، يثير تساؤلات حول وجود أجندة خفية أو تنسيق ضمني لإرباك الجبهة الجنوبية واستنزاف طاقتها الأمنية والاقتصادية.

وأكد أن الحديث عن "الدولة العميقة" لم يعد نظرية مؤامرة، بل بات واقعاً يلمسه الشارع من خلال سلوك ممنهج يعرقل أي إصلاح أو استقرار، موضحاً أن هذه القوى لا تعمل لبناء مؤسسات دولة، بل لحماية مصالحها الخاصة على حساب معاناة الناس.

ودعا فيزان القيادة السياسية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، إلى تحرك عاجل وحاسم لاستعادة السيطرة على مؤسسات الدولة، وقطع أذرع الفساد، وتأمين الخدمات الأساسية، باعتبارها مسؤولية وطنية لا تحتمل التأجيل.

وختم مقاله بالتأكيد على أن طريق التحرير والاستقلال لا يمكن أن يكتمل إلا بوحدة الصف الجنوبي، ومحاربة الفساد والإرهاب، وحماية المواطن، لأن بقاء الفوضى يعني بقاء الجنوب رهينة مشاريع تعيش على أوجاعه وتغذي معاناته.