*- شبوة برس – رائد عفيف
لم يعد التحريض الإعلامي الذي تمارسه قنوات الإخوان مجرّد خطاب سياسي، بل أصبح سلاحًا موازياً للتفجيرات والاغتيالات، وأداة رئيسية في صناعة الفوضى وضرب استقرار الجنوب العربي. فكل عملية إرهابية تستهدف أحد قادة القوات الجنوبية يسبقها دومًا تمهيد إعلامي مدروس، تنفذه قنوات مثل "بلقيس" و"المهرية" و"سهيل" و"يمن شباب"، عبر حملات تشويه ممنهجة تبني رأيًا عامًا مسمومًا ضد المؤسسة العسكرية الجنوبية.
في محافظة أبين، مثلاً، سبقت الهجوم الإرهابي الأخير على معسكر اللواء الأول دعم وإسناد حملة تحريضية واسعة، شارك فيها إعلاميون وناشطون مرتبطون بجماعة الإخوان، استخدموا منصاتهم لتشويه القادة العسكريين وتبرير استهدافهم، ثم ظهر بعض المنفذين لاحقًا على الشاشات بصفة "محللين سياسيين" يمنحون للجريمة غطاءً فكريًا زائفًا.
لقد تحوّل الإعلام المأجور إلى غرفة عمليات ناعمة تمهّد للميدان الدموي، تهيئ الجمهور نفسياً، وتبرر للعنف باسم الحرية والرأي الآخر. فالمعادلة اليوم باتت واضحة: كل تحريض يسبق تفجيرًا، وكل خطاب كراهية يمهد لدماء جديدة.
حملات التحريض لا تقتصر على الفضائيات، بل تمتد إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تُدار مئات الحسابات الوهمية تحت أسماء محلية مثل “أبناء عدن” أو “أبناء أبين وشبوة”، بهدف إيهام المتابع بأن هذا الخطاب صادر من داخل الجنوب، بينما تقف خلفه غرف توجيه إعلامية في صنعاء والدوحة وإسطنبول.
القوات المسلحة الجنوبية تواجه اليوم حربًا مزدوجة: حربًا ميدانية ضد الإرهاب، وأخرى إعلامية ضد التضليل. ومن هنا تبرز أهمية الوعي الجمعي في تحصين الجبهة الداخلية، ورفض الانجرار خلف الروايات المفبركة.
إن الجنوب الذي قدّم التضحيات في سبيل أمنه وسيادته، لن يسقط بالكلمة المأجورة ولا بالصورة المفبركة. فالإعلام الوطني الجنوبي، النزيه والواعي، هو السلاح الأقوى في مواجهة ماكينة التحريض الإخوانية، وكل قلم حرّ هو جدار صدّ أمام مشروع الفوضى الذي يُدار من الخارج.
الرهان اليوم على وعي المواطن الجنوبي، الذي يدرك أن المعركة لم تعد بالسلاح فقط، بل بالكلمة التي تصون الحقيقة وتحمي الأرض والكرامة.