الجنوب بين الفوضى والإرهاب.. صراع على البقاء

2025-10-22 13:16
الجنوب بين الفوضى والإرهاب.. صراع على البقاء
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - لطفي الداحمة

تتعاظم الأزمات التي تضرب الجنوب، توترات سياسية وضغوط اقتصادية خانقة وصراعات نفوذ داخلية وخارجية، لتعيد الإرهاب إلى المشهد، مستغلاً حالة الفوضى التي تهدد أمن المحافظات الجنوبية واستقرارها.

 

خلال الأسابيع الأخيرة، نفذ تنظيم القاعدة سلسلة هجمات على القوات الجنوبية في أبين وشبوة والضالع، استهدفت نقاطاً عسكرية ودوريات، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، هذه التحركات تتجاوز كونها نشاطاً متقطعاً لتنظيم فقد نفوذه، فهي تحرك محسوب يتزامن مع تصعيد سياسي واقتصادي مثير للريبة، يفتح الباب أمام تساؤلات عن الأطراف التي تسعى لإعادة خلط الأوراق داخل الجنوب ومنح الإرهاب مساحة للتمدد.

 

ورغم محدودية الإمكانات، تخوض القوات الجنوبية مواجهة شجاعة ضد التنظيم، وتقدم يومياً تضحيات جسيمة دفاعاً  عن أرضها، ومع ذلك يظل الدعم الأمني والعسكري المخصص لها متعثراً ، ما يوحي بأن إنهاكها صار هدفاً  بحد ذاته، بدلاً من تمكينها من إنهاء المعركة.

 

الأحداث الجارية لا يمكن فصلها عن محاولات متكررة لإرباك المشهد الجنوبي وإضعاف مؤسساته، فكلما اقتربت المحافظات من تثبيت الأمن وبناء أجهزة فاعلة، عاد الإرهاب ليواصل ضرباته، وكأن هناك من يسعى للحفاظ على الجنوب رهينة للفوضى والخطر الدائم.

 

لقد أثبتت التجارب أن الإرهاب لا يعيش إلا في بيئة مضطربة، وأن التغاضي عن مصادر تمويله وتحركاته سيضاعف كلفة مواجهته مستقبلاً، فالقضاء عليه يتطلب إرادة سياسية موحدة، ودعماً عسكرياً  فعالاً ، وإدراكاً  حقيقياً بأن أمن الجنوب يشكل خط الدفاع الأول عن استقرار المنطقة بأكملها.

 

الجنوب يواجه مرحلة حاسمة، إما مواجهة الإرهاب بحسم وتجفيف منابعه، أو السماح للفوضى بالتمدد بما يهدد الجميع، الأمن مسؤولية محلية وإقليمية، وأي تهاون ستكون له تبعات خطيرة.