تناول الأستاذ هاني مسهور في تحليله التغريدة التي وجهها الشيخ هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مبرزًا الرؤية المتجددة للهوية الحضرمية التي طرحها الشيخ بن بريك.
وأكد "مسهور" في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس" أن الهوية الحضرمية التي وصفها الشيخ بن بريك هي هوية شمولية متجاوزة للحدود الضيقة، متجذرة في ثقافة الانفتاح والتفاعل الحضاري. فحضرموت لم تكن أبدًا مجرد رقعة جغرافية، بل كانت دائمًا مشروعًا إنسانيًا يجمع أعراقًا وثقافات متنوعة في بوتقة واحدة، تنتج مزيجًا فريدًا من الفقه والأدب والسياسة والتجارة.
ويشير المحلل السياسي إلى أن محاولات اختزال هذه الهوية الغنية في إطار ضيق أو "مظلومية مصطنعة" تتعارض مع الدور التاريخي للحضارم الذين كانوا جسور تواصل بين الشرق والغرب لقرون طويلة. فالإرث الحضرمي الممتد من ظفار وعدن إلى الهند وإندونيسيا وشرق إفريقيا يشهد على طبيعة هذه الهية المتفتحة.
ويلفت مسهور الانتباه إلى أن السلطنات اليافعية التي حكمت في حضرموت امتد نفوذها إلى الهند وزنجبار، كما أن الفقه والأدب الحضرمي كانا عابرين للقارات، مما يؤكد أن حضرموت هي "سيمفونية من التنوع" وليست نغمة واحدة.
وفي معرض ردّه على ما أشار إليه الشيخ بن بريك من وجود خلافات مع بعض الحضارم حول المواقف السياسية، يؤكد مسهور أن هذه الخلافات لا تنفي جوهر الهوية الجامع، مستشهدًا بالمقولة التي أوردها الشيخ بن بريك: "الظفر لا يطلع من اللحم"، وأن النقد لا يلغي المودة، والخلاف لا يسقط الحق في الانتماء.
ويختم الأستاذ هاني مسهور تحليله بالتأكيد على أن الواجب في الوقت الراهن يتمثل في إعادة قراءة الهوية الحضرمية بوصفها مشروع اندماج حضاري وإنساني، وحماية هذا الإرث من محاولات الاختزال والتقزيم، لأن تصغير حضرموت يعني تصغير التاريخ العربي والإسلامي بأكمله.
هذا التحليل يسلط الضوء على الرؤية الاستراتيجية للهوية الحضرمية التي طرحها الشيخ هاني بن بريك، معتبرًا إياها نموذجًا للانفتاح والتعايش في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من الصراعات والانقسامات.