شيخ حضرمي مسن جاء شبام يبحث عن وطن لا عن وليمة شيخ مخيم

*- خاص لـــ "شبوة برس"

لم يأتِ الشيخ الحضرمي المسن إلى مدينة شبام طمعًا في وجبة أو مكسبٍ دنيوي، بل جاء يحمل في قلبه شوقًا إلى وطنٍ فقده منذ أن داسته جيوش الجمهورية العربية اليمنية عام 1990، بمعونة مرتزقةٍ من بقايا اليسار القديم الذين باعوا الجنوب بأوهام الوحدة.

جاء الشيخ ليشهد مهرجان أكتوبر في شبام، لا كضيفٍ على موائد الشيوخ المرتزقة من أهل المخيمات، بل كصاحب حقٍ يبحث عن وطنٍ أضاعته الصفقات والولاءات الزائفة. في ملامحه المتعبة تختصر ذاكرة جيلٍ ما زال يؤمن أن الجنوب وطنٌ لا يُشترى ولا يُستأجر.

جموع الحاضرين في ساحة شبام لم تجمعهم الأموال ولا الوعود، بل جمعهم الإيمان بعدالة قضيتهم وحقهم في الحرية والمواطنة المتساوية. لا شيخ يعلو على آخر، ولا جاه يُقدّم على وطن، فالكل في الجنوب سواء تحت رايته الجامعة.

إن ما حدث في شبام لم يكن مهرجانًا فحسب، بل لحظة صدقٍ بين الإنسان ووطنه، أثبتت أن الجنوب باقٍ في وجدان أبنائه، من الشيخ المسن حتى أصغر طفلٍ يهتف للحرية.