حضرموت تشتعل من الداخل.. حلف بن حبريش يحوّل الوقود إلى سلاح ويعلن حرب السيطرة على الثروة والنفوذ
*- شبوة برس – مصعب عيديد
تعيش حضرموت على صفيح ساخن مع تصاعد نفوذ ما يُعرف بـ"حلف بن حبريش"، الذي حوّل ملف الوقود إلى أداة للهيمنة وورقة ضغط للسيطرة على الثروة ومفاصل التأثير داخل المحافظة.
هذا الحلف الذي يُقدَّم نفسه كمدافع عن حقوق حضرموت، بات يتصرف كقوة موازية تسعى لترسيخ واقع جديد من النفوذ عبر السيطرة على مناطق استراتيجية قريبة من الحقول النفطية وخطوط النقل ومراكز التوزيع، ضمن خطة محكمة تهدف إلى احتكار مصادر الطاقة وتوجيهها لخدمة مشروعه السياسي والاقتصادي.
مصادر ميدانية تؤكد أن الحلف أنشأ خلال الأشهر الماضية معسكرات ومواقع عسكرية قرب الحقول النفطية والطرق الحيوية الرابطة بين الساحل والوادي، في خطوة تعكس نية واضحة لفرض أمر واقع بالقوة، وتمويل هذا التوسع من عائدات الوقود التي أصبحت تُدار خارج الإطار العام وتُوجَّه لدعم معسكراته وتوسيع نفوذه.
وبالتوازي مع ذلك، تُسخّر منصاته الإعلامية لتجميل الصورة وتبرير هذه التحركات تحت شعارات “الدفاع عن الحقوق”، بينما الواقع يكشف عن استغلال سياسي واقتصادي يهدد وحدة حضرموت وينذر بفتنة داخلية تُغذّيها المصالح الشخصية والطموحات الضيقة.
القبائل والنخب الاجتماعية تنظر بقلق متزايد إلى هذه التطورات، وتصف ما يجري بأنه انحراف عن قيم حضرموت الراسخة في التوازن والاعتدال، وتحذّر من تحويل المحافظة إلى ميدان صراع قبلي مسلح يضرب النسيج الاجتماعي ويهدد أمن الناس ومعيشتهم.
ويرى مراقبون أن ما يحدث ليس مجرد تنافس على النفوذ، بل مشروع متكامل يسعى لإعادة رسم خريطة القوة في حضرموت عبر السيطرة على مواردها وتحويلها إلى أداة للابتزاز والتوسع، في مشهد يعكس خطورة اللحظة وضرورة وعي أبناء حضرموت بما يُحاك لأرضهم من مخططات تحاول جرّها إلى الفوضى والصدام الداخلي.