نصيحة لصناع البودكاست اليمنيين
*- شبوة برس – صالح أبوعوذل
أوجه نصيحة لزملائي صناع البودكاست في اليمن، ومنهم الزميل بشير الحارثي، بأن يبتكروا مواضيع جديدة تتناسب مع واقع الجنوب اليوم. فقد أصبح الناس هناك غير مكترثين بقضايا الماضي.
خذوا على سبيل المثال أحداث 1986، التي كانت صراعاً على السلطة تداخلت فيه الأطراف المتعددة، ولم تكن قضية وطنية موحدة. حديث بعض المسؤولين اليمنيين عن تلك الفترة يكشف أنهم لم يكونوا رجال دولة، بل تعاملوا مع السياسة بعقلية مناطقية ضيقة.
لقد كان الصراع آنذاك مجرد تنافس على المناصب. أما اليوم فقد اختلفت الصورة، فأصبح النزاع يدور حول الأراضي والممتلكات دون إراقة دماء، إنه صراع مصالح بحت. وعندما تقوم الدولة الحقيقية، ستستعيد كل الأراضي المغتصبة، بما فيها أراضي المنطقة الحرة، وتؤجرها وفق أنظمة عادلة وشفافة.
إذا سألت أي شاب من مواليد التسعينات عن أحداث 86، فلن يعرف عنها شيئاً، لأن تلك المرحلة لا تهمه. فأنا شخصياً كنت طفلاً رضيعاً حينها، لكنني ألخص لكم القصة: مجموعة أرادت استبدال شخص بآخر هارب، وعندما رفض، قرروا التخلص منه، فبادرهم بالضربة الأولى. إنه نمط الصراع نفسه الذي عرفه اليمن عبر تاريخه، من صراع الإمامة والجمهوريين إلى ما يحدث اليوم في تعز.
السؤال المهم: هل يوجد بين مسؤولينا من يستشرف المستقبل ويضع خطة عملية لإنقاذ اليمنيين شمالاً وجنوباً من دوامة الصراعات؟
أما من يستخدم الماضي كأداة تخويف، فليدرك أن جيل اليوم لا يعرف حتى ما هو "المكتب السياسي" الذي شهد صراعات الرفاق. هذا الجيل يبحث عن وطن، وليس عن ذكريات حروب بلا معنى.