متى تأتي تلك اللحظة؟
*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
إن لحظة التحول في الجنوب لن تأتي من الخارج، ولن يصنعها الخطاب الانفعالي. إنها مرهونة بوعي جنوبي جديد يضع حدًا لثقافة الارتهان والانقسام، ويؤسس لقيادة تستطيع أن تخرج بالجنوب من مأزق التخبط وحساب المصالح الخاصة، إلى أفق بناء الدولة. فالعالم اليوم، بعصر السرعة والتحولات الكبرى، لا يمنح الفرصة إلا لأولئك الذين يعرفون ماذا يريدون وكيف يخاطبون الآخرين للحصول عليه.
لقد حان الوقت كي يدرك الجنوبيون، نخبة وشارعًا، أن حجم المؤامرات التي أحاطت بهم لا يمكن أن يكون ذريعة دائمة لعجزهم عن فرز قيادات مُلهمة. صحيح أن التحديات كبيرة، لكن العالم لا يعترف إلا بالفاعلين القادرين على تجاوز جراحهم وصياغة مشروع قابل للحياة. الجنوب يمتلك طاقات بشرية وخبرات تراكمت عبر عقود، لكنه بحاجة إلى قيادة سياسية مؤهلة تحمل رؤية واضحة ومشروع دولة مستقل.