جملة تختصر حقيقة المشهد الإعلامي الذي يعيشه شعبنا اليوم. ففي الوقت الذي يرتفع فيه صوت الإعلام الجنوبي، وصوت الصحافة العدنية خصوصًا والجنوبية عمومًا، عاليًا فوق كل سقوط مدوٍ وانحدار أخلاقي ومهني، نرى بأم أعيننا كيف يتهاوى إعلام القنوات والمواقع المبتذلة التي تدار من مطابخ إعلام التخادم الحوثي ـ العفاشي ـ الإخواني، مثلث إعلام الهواة والابتذال، الذي يقتات على الكذب ويعيش على التضليل.
إن المحتوى الذي يقدمه أولئك ليس سوى مواد رخيصة، مضللة، غير هادفة، تنضح بالشتم والتشويه والتزييف، وتحاول عبثًا أن تطمس الوعي الجمعي وتضلل الرأي العام. بينما الإعلام الجنوبي، رغم شحّ الإمكانيات وضيق الموارد، ظلّ يثبت يومًا بعد يوم أنه عنوان للمهنية والشرف، وصوت الضمير الجمعي للناس، ينقل همومهم ويعكس تطلعاتهم ويكتب بصدقٍ نابع من معاناة الواقع.
إن إعلام التخادم المأجور يعيش على حساب القيم والأوطان، ويعمل كأداة رخيصة بيد مشاريع مشبوهة، لا يعرف من المهنية إلا الاسم. وعلى النقيض، يصر الإعلام الجنوبي العدني على أن يكون في صف الناس، مدافعًا عن الحقيقة، وحارسًا للقيم، وصوتًا للأمل في زمن تغشاه العتمة.
ولذلك نقولها بثقة: مهما علا ضجيج أبواق الكذب، فإن الكلمة الحرة تبقى أقوى، ومهما طال الليل، فإن صوت الإعلام الجنوبي سيظل شعلة نور في وجه كل هذا التزييف والابتذال.
المحامي/جسار فاروق مكاوي